تويتر ورب كلمة لم تقل دعني..

شعار تويتر
في الإنترنت لا تعرف من تقابل هل هو عاقل أو سفيه؟، هذه قناعة كانت لدي منذ أن بدأنا نستمتع بسبر أغوار هذه العنكبوتية، ومعرفة ما في جعبتها من جديد أو قديم، ومن هذا المعترك هناك استثناء فمن الصعب أن نجزم بسفاهة أحد المشاهير في الحياة العامة حتى وإن تحدث بسفاهة عبر الإنترنت..

ويخطئ من يعتبر الحديث في الشبكات الإجتماعية كالحديث في الديوانية بين الأصحاب، فشتان بين الأمرين، في حين أن الكلمة في الديوانية لا تتجاوز حدود من سمعها من الأصحاب، إلا أن الكلمة في الشبكات الإجتماعية تتطور وتصل إلى حدود أبعد، حدود لا ينفع معها تراجع ولا أعتذار..

المشكلة أننا نرمي الكلمة أو الصورة أو الحوار جزافاً، ولم نفكر هل سنجرح أحداً بها؟، هل ستأذي مجتمع؟، هل سيسئ المتلقي فهمنا؟، وبعد أن تبلغ الكلمة عنان السماء نندب حظنا العاثر أن رمانا في مثل هذا المكان، ونحاول الهروب بكل الطرق التي لا توقع الضرر بنا..

عندما كنت من الملتزمين بالتحديث اليومي على تويتر، عبر حساب غير حسابي الرسمي اللذي لا أحدث أحداً من خلاله إلا ما ندر، حساب أتحدث به بأسمي وعنوان مدونتي، أسيئ فهمي من خلاله مرات عديدة، وتطاول علي بقصد وبدون قصد، تطاول علي من يعرف أنني أتابعه ويتابعني، وتطاول على ما أقدمه من إنتاج فكري عبر عملي في الإعلام من لا يعرف أنني أتابعه، فتأكدت أننا مجتمع لم نصل بعد لمرحلة النضوج في الحوار، والأستماع بهدوء والتعبير بحرية بدون أن نتطاول بالعبارة السيئة على من يقرأ تغريدنا، ونحن بذلك نبتعد عن الأخلاق التي قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه بعث ليتمها..

كيف تريدون منا أن نصغي ونبتعد عن التشنج ونحن ومن خلال قنواتنا الفضائية نتخذ من الحوار المعاكس الأسلوب الأمثل لإيصال وجهة نظرنا، ومن خلال مواقع الإنترنت نعمل على تأجيج الفتنة والعنصرية والقبلية المقيتة..

شعب كامل أختزل في كلمتين، وأرى أن التطاول على المتسبب لن نجني من خلاله الثمرة ولن نحقق المأول، سوى إقامة شأن للمتسبب، وتحقيق الشهرة له، وزيادة الإحتقان بين شعبين تجمعها روابط دم ونسب وعروق واحدة..

ربما أكون متواجد في تويتر بشكل آخر وبأسم آخر، ربما يكون مستعاراً، غير حسابي الرسمي، وبنفس جديد، إلا أنني أيقنت أن تويتر مكان غير مناسب للحوار، ولا حتى للأريحية في النقاش..

تويتر هو ١٤٠ حرفاً صحيح أنها غيرت طريقة التعامل مع الإنترنت، وصحيح وكما يقول المغردون أنها قاتلة، إلا أنها كرست مفاهيم العنصرية والفتنة وإساءة الأدب..

4 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

4 تعليقات

  1. نعم للأسف هذا المحسوب على الإعلام شوه الجمال الذي شاهدناه البارحة بين شباب بلدين جارين
    وليته يتعلم من اللاعبين في الملعب
    شكرا لك على الطرح الراقي

  2. اتفق تماما ،لكن الناس زعلت لانه سبق و ان تكلم بما لايليق و اعتذر و هو علي الهواء لكن بعض الشباب صلح الغلط بالغلط بدل ما يتجاهل الشي بالغ في الرد الي ان اصبحنا نحن المخطئين

  3. أوافقك و لكن تويتر لتبادل الروابط، لحديث النفس، للتحديثات المهمة
    و ليس للتراشق و شرح وجهات النظر و تحديد من الأفضل أو الأصلح أو الأحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.