غزلان.. ضبان.. الله يرحم حالنا..

في سنوات الدراسة العامة درسنا على يدي المدرس السعودي والمصري والسوري والأردني والسوداني، وفي مراحل الدراسة المتقدمة تتلمذنا على أساتذة من تونس والجزائر وباكستان والهند والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحتى الألمان، ومع كل هذه الخبرات والثقافات التي نقلت لنا عبر هذه الجنسيات المتعددة، لم نفلح ونتطور ونروج لأنفسنا بشكل يكون لنا فيه المجد دون العالمين..

قبل أكثر من عشرين سنة كانت دبي تصنع لها سمعة سياحية في كل أرجاء العالم، حتى أصبحنا نعرف السعودية أمام غير المسلمين بأنها بجوار دبي، وحق لها دبي أن تفخر بنجاح سياستها التعريفية كبلد سياحي ووجود أكثر من ١٧٠ جنسية على أراضيها للسياحة.. وبإصرارها طورت مطارها وأنشأت سكة حديدية ووضعت نظاماً واضحاً في البلد، لتصبح بعد ذلك الناطق الإعلامي الأهم في المنطقة عبر مدينتها الإعلامية والتي تحتضن أهم وأبرز القنوات الإعلامية..

وحققت الكويت انتصار آخر ولكنه اقتصادي وفني، فنوعت استثماراتها ولم تعتمد على البترول كمنتج أساسي وحيد لها، وساهمت حركتها الفنية في إنعاش الدراما الخليجية، وبمجلس أمتها ولجت للديمقراطية من أوسع أبوابها، وإن كنت أتحفظ على مستوى التحاور الديمقراطي مؤخراً في البلد..

وها هي قطر تصنع المعجزة وتروج لنفسها بقيادات شبابية وبثلاث لغات غير العربية (إنجليزي، فرنسي، أسباني) وتقدم رؤيتها المتسامحة للعالم أجمع، وتحقق الحلم باستضافة كأس العالم في ٢٠٢٢، وتعلن بعدها عن مشروع إنشاء السكة الحديدية خلال خمس سنوات من الآن..

أما نحن فبماذا تميزنا؟!..

نعم تميزنا بإطلاق الألقاب فهذا بدوي وذاك حضري، وهناك الخضيري وصفر سبعة والنخولي وطرش البحر أو بقايا الحجاج، وللأسف لم تبقى هذه الألقاب بيننا بل صدرناها عبر الحدود، لتميزنا عند غيرنا، ولتعود علينا نشنف بها آذاننا ونحن نسب فيها..

وأيضاً تفوقنا في صيد الغزلان فصحاري أفغانستان والجزائر وحتى الربع الخالي تشهد لنا بذالك، وتفوقنا بمطاردة الضبان وابتكرنا أنسب الطرق لاصطيادها، وأقمنا مزايين الإبل ومسابقات جمال الماعز وتقييم مؤخراتهن، وشهدت على فحولتنا بنات الهوى في كل مرقص حولنا، ولا أنسى أننا ما زلنا ندرس إنشاء سكة حديد، بل إن دراساتنا المتأنية والتي لا نرى لها نتائج هي علامة الفصل لنا نحن المعمرين، وربما بعد سنوات نصبح أفضل مكان يجيد إعداد الدراسات التي لا تنفذ.. أو ربما نحقق المنجز في مجال المط والتأخير..

همسة
لا تنكأ جراحي.. فكل جسدي ينزف..

6 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

3 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
    يبدو لي انك يا محمد ما افطرت في يوم كتابتك لهذه المقاله عموماً ايش رايك ناخذ كاس كبتشينو على بحيرة منتزه سلام في وسط العاصمة الحبيبة الرياض او نشرب القهوة العربية على جسر المحبة بيننا و بين البحرين الشقيقة او على كرنيش جدة العزيزة او حتى على شارع العليا العام و ليكن في مارينا مول او الذي يقابله الرياض جالري. النظرة السوداوية ابعدها عنك يا محمد و الطبيعة البشرة موجوده في كل مكان ما ينقصنا اخي هي الادارة و الاراده و حسب و اضننا ما تمسقنا بديننا و قيما في الطريق الصحيح
    و بالعامي جز عن ها السوالف يا محمد
    و معليش على الاطاله في ها الاطلاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.