تقنيات سادت ثم اختفت

(1)

تجولت في أغلب المحلات التجارية في حينا، فلم أرى وجوداً لرفوف الجرائد فيها، والتي كانت في سنوات خلت يشد لها الرحال، وكنت أجد أكثر من شخص يقف أمامها، يتصفح جريدة أو اثنتين، ويبتاع واحدة غيرها، اليوم لم يعد لهذا المنبر وجوداً، وجميعها تحولت لإلكترونية، أو بالأحرى ليس جميعها وإنما من تقبل التغيير منها، والأكيد أنني لم أجد حتى أطلال الجرائد لأبكي عليها.

(2)

وشارفت على الاختفاء أيضاً أجهزة الهواتف النقالة غير المتصلة بالإنترنت، والتي يكون عملها مقتصر على الصوت والرسائل فقط، فلم يعد لها استخدام إلا مع كبار السن، وأيضاً السائقين، بعد أن كانت في فترة من الفترات هي المفضلة لدى الشباب، وكان تغيير النغمات لها حكاية مختلفة جداً، حيث لا يمكن إضافة نغمات لهذه الهواتف إلا من خلال بعض المحلات المتخصصة، اليوم الهواتف الذكية وسهولتها هي كل شي.

(3)

قبل كل عيد كانت عبارة “جزء من النص مفقود” تأتي ضمن التهنئة من خلال الرسائل النصية القصيرة، اليوم لا نستخدم الرسائل النصية القصيرة (SMS) إلا فيما ندر، وعوضاً عنها كانت رسائل الوتساب هي السمة الأبرز، بتنوع طرق ارسالها سواءً كانت كلاماً مرسلا، أو مقطع صوتي، أو مقطع فيديو، ومساحات الابداع في ذلك ليس لها حدود، وأصبح الرسائل النصية القصيرة مقتصر على التعامل الرسمي فقط.

(4)

قبل سنوات كان الوقوف لدى محلات التسجيلات الصوتية محطة مهمة في حياتنا، فاقتناء شريط (كاسيت) يحتوي (20) أغنية فقط، يجعلنا في غاية السعادة، فكيف لو كان هذا الشريط لفنان نفضله، اليوم لم أعد أجد هذه المحلات، واستبدلت بالتحميل المباشر من الإنترنت، أو من خلال الاستماع للأغنية من بعض التطبيقات المخصصة لذلك.

(5)

لو تأملت حولك، وراجعت فترات صباك وشبابك، ستجد العديد من التقنيات التي كنت تراها متطلب أساسي لتلبية احتياجاتك، لم يعد لها وجود اليوم، واستبدلت بتقنيات أسهل، وأبسط، وأسرع، ولو تأملت المستقبل، ستجد أن هناك تقنيات أخرى قادمة ستحل مكان تقنيات اليوم، وهذه هي حال الدنيا في تغير مستمر، ومن يستطيع أن يواكب التطور هو من يستطيع البقاء.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.