ثقافة المحاورة

لو تصفحت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لوجدت مقاطع كثيرة عبارة عن محاورات شعرية بين شاعرين، أو ما يطلق عليه بفن القلطة، وسبق أن كتبت عنه تدوينة عنوانها ““القلطة”.. ستاند اب كوميدي زمان“، شرحتها فيها بالتفصيل، فشعبية هذا الفن ألقت بضلالها على المجتمع، فهي كانت الوسيلة الأهم للترفيه عندما لم يكن لدينا ترفيه حقيقي.

ليس هذا فقط بل انتقل تأثير فن القلطة لجيل الشباب أيضاً، فتجد الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي تكون مقاطعهم عبارة عن محاورات شعرية، بالإضافة إلى التحديات فيما بينهم، وذلك لأنهم يريدون الاستفادة من شعبية هذا الفن وانتشاره، وأيضاً إضافة شريحة جديدة من المتابعين لهم.

ثقافة المحاورات الشعرية انتشرت في الفترة الأخيرة، وكان انتشارها بشكل أكبر بين أوساط الشباب حتى أصبحت وسيلة للربح والتربح، فهي تحولت إلى تجارة، لها أسعارها وتجهيزاتها، وغيرها من الأمور، وأسباب هذا الانتشار يعود أحياناً لجمال صوت حنجرة الشاعر وهو يردد الموال تحدياً، بالإضافة إلى المعاني والاسقاطات في ابيات المحاورة، وأيضاً القبيلة لها تأثير كبير على المحاورة.

ومن منظور آخر، تساهم المقاطع المنتشرة في شبكات التواصل الاجتماعي أو في القنوات الفضائية في نشر بعض المحاورات غير الجيدة، والتي تحمل في طياتها معاني مسيئة للشاعر أولاً، وللمجتمع ثانياً، ولو لم يكن هذا التوثيق المرئي موجوداً لما انتشرت مثل هذه المحاورات.

وأخيراً ما أقوله للشباب، حاول أن تنقل ما تعتقد أن نقله لا يسبب أي حرج لأحد، لأن أقول أنقل المفيد فقط، وإنما ضع بعض المعايير التي تحدد من خلالها هل هذا المقطع قابل للنشر أو لا، تأكد أن مسؤول فيما تنقله، فلا تنقل إلا ما يعود عليك بالنفع.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.