قهوة رجال

أيام الدراسة كان لي مكان محدد في أحد محلات القهوة للدراسة فيه والاستذكار، كان زوار محل القهوة جلهم رجال، وكأن مكتوب عليه للرجال فقط، فنادراً ما تجد سيدة داخل المحل، وأغلب السيدات ينتظرن في السيارة، أو أمام الباب ليحصلن على القهوة، وأشهر محلات القهوة في ذلك الوقت ومازال لم يكن فيه قسم للعوائل.

وتتضايق وأنت في محل القهوة إذا دخل مجموعة من المراهقين، ليزعجوك بحركاتهم وتصرفاتهم، ولا تمتلك إلا أن تحاول عدم التعامل معهم، فالحديث إليهم قد تكون فيه أكثر الخاسرين، لأنهم لا يحترمون كبيراً، ولا يراعون صغيراً، وليس كلهم كذلك، بل هناك الخلوق منهم.

بعدها بفترة تغيرت المعادلة قليلاً، وتغير وضع محلات القهوة، فأصبحنا نرى السيدات داخل المحل، ومع ذلك لم يكن هناك ما يزعجهن، وفقط ما كان يزعج أنهن لا يدخلن في الطابور، وهذا الأخير تغير بعدها بسنوات، وبدأ المجتمع يتجه نحن أن يكون أكثر تقبلاً للآخر.

وخلال الأيام الماضي كنت أنهي بعض الأعمال من أحد محلات القهوة القريب لمنزلي، فالمعادلة تغيرت تماماً، فلم يعد هناك قسم للعوائل وآخر للرجال، هو قسم واحد مشترك بين الجميع، والمحل مجمل رواده من السيدات، أو الفتيات، بل وأصبحت أشاهد ذات الحركات التي يفعلها المراهقون الشباب، تفعلها المراهقات، مع عدم مضايقة الآخرين، وهذي ميزة لهن.

كشخص عاصر التحول في البلد، ومر بمراحله المختلفة، يعرف كم أصبحنا أقوى وأفضل، وكيف تقبلنا التحول، واستفدنا منه، والآن نحن لا نختلف عن أي مجتمع آخر.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.