لحظة..

الحياة أنثى رقيقة تغريك بمفاتنها حتى تنزلق معها في طريق لا تحبه، طريق لا تعلم إلى أي تهلكة يرمي بك، وأنت منجرف خلف تلك المفاتن، تعتقد أنك تستطيع مجاراتها، إلى أن يمر في طريقك المرض، فهو كهل أرهقته تجارب السنين، ليخبرك بزياراته المتكررة أنك لا بد أن تتغير، أن تقتبس من تجاربه أثراً يبعدك عن الغرق في ملذات الحياة، إلى أن تلمح في طريقك ذلك الشبح المسمى “موت”، نخاف منه، ويرهقنا التفكير فيه، يروعنا.. حتى تنتهي الدقائق الأخيرة.

لحظة.. هل حاولت أن تغير تلك التفاصيل الصغيرة في حياتك، أن تغير عاداتك اليومية، أن تتجدد، فجميع من حولك بدأ في التغيير، فلا تنتظر أن يزورك المرض، لكي تفكر في تغيير عاداتك الحياتية، أو يمر بك طيف الهرم مبكراً لتفكر في التحول إلى شخص آخر، صحته هي رأس ماله.

لا تتجاهل التنبيهات التي تظهر في حياتك لتخبرك أنك بحاجة للتغير، حاول أن تكون استباقياً وتتغير قبل أن تغيرك مفردات الحياة، ويتهاوى الصرح رويداً رويدا، وعندها لن يجدى التغيير.

والتغيير قد يمتد لأمور بسيطة جداً، من أهمها غذاء الروح، فأجعل لنفسك ورداً يومياً تحافظ عليه، سواءً من استغفار أو تسبيح أو صدقة، فلا تعلم متى تكون الدقائق الأخيرة، التي تنقل لعالم آخر، تحتاج فيها أن ترى نتائج الورد اليومي، ليفتح لك باب إلى حياة لا تعب فيها ولا عذاب.

تتعاقب علينا السنوات، صعوبتها في اصرارنا على الاستمتاع بمفاتنها، وعدم مقدرتنا على الموازنة بين الملذات والعمل والعبادة، فلنبادر لتحقيق التوازن، وسنرى النتائج في عادتنا اليومية، وفي صحتنا البدنية والنفسية.

لحظة أخرى.. لا تنتظر حتى تفقد تلك النسمات، وتبدأ أشباح أخرى لم تكن تعلمها تزورك، وحينها ربما تتذكر تلك النصائح التي أهملتها، وتلك التلميحات التي لم تبادر للاستفادة منها، وعندها أنت وحدك الملام.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.