خدعة 2022

أفكار العمل عن بعد استمرت معنا حتى ما بعد جائحة كورونا، فخدعة عام 2022 هي أن تحضر اجتماعاتك وتؤدي أعمالك من أي مكان، سواءً في المنزل، أو في المقهى أو حتى في السيارة، فأنت دائماً متصل بالعمل ولا يوجد ما يعيق عن تأدية مهامك، وفي المقابل هناك ساعات مرنة للحضور إلى مقر العمل.

بالأمس كنت أتحدث مع أحد الذين أعمل معهم على بعض النقاط، وبعد أن انتهينا طلبت اجتماع حضوري للمتابعة، فكان جوابه هو لماذا لا يكون عن بعد، فالعشر الأواخر من رمضان مقبلة، وبالإمكان حضور الاجتماع حتى من المعتكف في المصلى كما قال، فحتى العبادة استهدفها العمل عن بعد.

شيء جميل أن يكون لدينا ساعات مرنة، ولكن أن يستمر العمل بعد انتهاء هذه الساعات، فتلك هي المشكلة الرئيسية، وهذا ما يحدث، فتجد نفسك تعمل (6) ساعات في رمضان أو (8) ساعات في غير رمضان بوقت مرن، بينما تعمل من المنزل لأوقات تصل إلى ضعف هذه المدة، وهذا يجعلني أجزم أن ساعات العمل المرنة والعمل عن بعد خدعات عام 2022.

قبل أيام مللت من العمل مساءً في المنزل، فقررت أن أذهب لأحد المقاهي لإكمال ما تبقى هناك، وما إن دخلت للمقهى حتى اقتنعت أن الاجتماعات عن بعد هي المسيطر على حياتنا، فأكثر من شخص يحتسي قهوته وهو يحضر اجتماعاً عن بعد، وكأن الحياة العملية هي الصفة الطاغية على حياتنا.

وهذا سمح لنماذج عمل جديدة، فكثرت في الرياض مناطق العمل والدراسة الهادية، والتي تستهدف في الأساس رواد الأعمال، ويستغلها العاملون عن بعد لأن تكلفة (8) ساعات فيها تقارب لتكلفة الجلوس في مقهى مع مشروبات، بالإضافة لهدوء رائع.

عام 2020 كان عام الجائحة، وعام 2021 كان عام التعافي، أما عام 2022 فهو العام الذي استمر العمل عن بعد من خلاله، ليكون خدعة كبيرة جداً لا أعلم متى نستطيع تجاوزها، فأنت متصل بالعمل على مدار الساعة، سواءً من خلال الاتصالات على الهاتف النقال، أو من خلال تحويلتك المكتبية التي تعرف على تطبيق على الهاتف النقال، أو من خلال تطبيقات الاجتماعات، أو البريد الإلكتروني.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.