مشروع النصر بلا رؤية

ليكون لديك مشروع لابد أن تكون لديك رؤية واضحة، تعقبها رسالة تترجم هذه الرؤية، ومن ثم أهداف ذكية تعرف كيف تقيسها، وتراقب من خلالها هل تنفذ المشروع بشكل مناسب، أم أن هناك انحراف عن المسار، لتستطيع تعديل الأخطاء التي تحدث مع التنفيذ، حتى تصل لتحقيق الرؤية التي رسمتها لمشروعك، وتحقق طموحك، وتصنع الإنجاز، وكل هذا لم يتحقق في مشروع نادي النصر السعودي الذي بدأ في آخر 2019، وأنتهى بشكل مأساوي، وبدون أن يحقق أي نجاح.

إعادة البناء من جديد

الخلل في مشروع النصر أنه كلما تعثر أعاد البناء من جديد، فلا توجد منهجية واضحة تساعد على الاستمرار في المشروع للنجاح، فالتعثر لا يعني النهاية، وإنما عدم خسارة المكتسبات التي تحققت قبل التعثر، والتعافي السريع من التعثر، وإعادة المشروع إلى مساره الصحيح، هي من تبرهن أن الإدارة قادرة على تنفيذ المشروع بالشكل الصحيح، ومشروع النصر لم يراعي ذلك، فالخسارة في مباراة تدخله في نفق مظلم لتتعاقب بعدها الخسائر حتى يخرج عن المسار.

إساءة العمل مع المدربين

منذ أن أعلنت الإدارة النصراوية إقالة روئ فتوريا من تدريب النصر، والفريق في دوامة من التغييرات المستمرة للمدربين، أغلبها تبين أن مشكلة النصر ليست في المدرب، وإنما في شيء آخر بعيد كل البعد عن المدرب، وعلاوة على ذلك سوء اختيار المدربين بعد مرحلة فيتوريا، توضح أنه لا يوجد أي فكر كروي في طريقة تحديد المدرب المناسب القادر على تغيير المسار، وقيادة المشروع لبر الأمان، وأن الخل في المنظومة كاملة، وعدم القدرة على إدارة هذه المنظومة.

غرفة الملابس

ما يتضح لنا من المشاكل التي ظهرت سواءً في أرضية الملعب بين لاعبي النصر، أو بين الإدارة واللاعبين، تبرهن أن غرفة الملابس في النصر تعج بالكثير من المشاكل والتحديات، حتى ظهر أثرها للجميع خارج أسوار النادي، فاستقرار غرفة الملابس من أهم العناصر التي تساعد على نجاح المشروع، فمن المهم عدم تمييز لاعب عن آخر، حتى ولو كان أفضل لاعب في الفريق، وإنما تكون هناك لائحة واضحة من المكافآت والعقوبات، يعرفها ويوافق عليها جميع اللاعبين، وتطبق بدون محاباة أو تمييز، حتى تكون الروح عالية، ويشعر جميع اللاعبين بالمساواة وأن المميز هو فقط من يستحق المكافأة.

إساءة استخدام الإعلام

عندما كان لنادي النصر السعودي قناة تلفزيونية، كانت مميزة جداً، ومن أفضل قنوات الأندية إلم تكن أفضلها، بينما الآن لا تلحظ في النادي أي خطة إعلامية واضحة، وإنما تبرهن تصريحات اللاعبين عن وهن عالي في الخطة الإعلامية للنادي، فليس من المناسب أن يظهر أبرز نجومك في حديث تلفزيوني ويقلل من نجم آخر، ويظهر لاعب آخر ليصرح عن عن رئيس نادي آخر، وينقد لاعب آخر أحد محترفي النادي الأجانب، علاوة على تصريحات لاعبي النصر غير المنضبطة في شبكات التواصل الإعلامي، فمتى ما كانت الخطة الإعلامية واضحة ومطبقة وتبعد اللاعبين والإدارة عن الخروج من أجواء المنافسة، متى ما استطاع النادي أن يحقق خططه بنجاح، ففي الموسم الذي حقق فيه النصر بطولة الدوري مع الأمير فيصل بن تركي، كانت الخطة الإعلامية أول عناصر النجاح، فلم نشهد تصريحات خارج حدود الملعب، ولم يدخل الفريق في أي مهاترات سواءً مع لاعبين آخرين أو مع أندية، فأي مشروع رياضي ليكون ناجح لابد أن تراعي خطته الإعلامية عدم الخروج عن أرضية الملعب.

طموح اللاعبين

لسنوات خلت كانت فرق الناشئين والشباب مميزة في النصر، وكان نجوم النصر في هذه الدوريات من أبرز المواهب السعودية، إلا أن عدم الاستثمار بهم، وترقيتهم في الوقت المناسب ليلعبوا مع الفريق الأول، لم يساعد على المحافظة على هذا الجيل، وصقل هذه المواهب ليستفيد منها النادي مستقبلاً، وتم الاستعاضة عنهم برجيع الأندية الأخرى، وليكون مشروعك ناجح لابد أن تستثمر في المواهب، وتعرف كيف تتعامل معهم، وتعطيهم فرصتهم في الوقت المناسب.

وأخيراً عشقنا النصر، ولا نريد إلا أن نراه في قمة الترتيب كما تعودنا أن نراه، ونريد إعادة تبني المشروع، فمع كل الإخفاقات إلا أن النادي لعب لسنتين متتاليتين في نصف نهائي أسيا، وقبله خرج من الدور ربع النهائي، وهذا لم يحدث سابقاً، فالاستمرارية في المشاركة في النهائيات هي ما يساعدك على كسب الخبرة ومن ثم تحقيق الهدف، وطموحنا أن نرى نصرنا في القمة.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.