قتيل الأسد

انتشرت في الآونة الأخيرة هواية تربية الحيوانات المفترسة، وشاهدنا في الكثير من مقاطع سناب شات طريقة تربية البشر لهذه الحيوانات، بالإضافة إلى مزحهم معها، ولعبهم أيضاً، غير مبالين بخطورة هذه الحيوانات، ولا بحجمها وقوتها، ولا عدم مبالاتها.

من قراءتي لهذه المقاطع لم أشاهد أي حميمية في العلاقة بين الحيوان المفترس وصاحبه، بل شاهدت نظرات تدل على الرغبة الجامحة في مهاجمة هذا الكائن الغريب، الذي يحاول أن يفرض على الحيوان المفترس نمط جديد للحياة، مع رغبة جامعة في افتراس هذا الانسان.

ومن ما زاد الطينة بله، أن من يربون هذه الحيوانات تمادوا في بث بعض المقاطع، وذلك بإدخال هذه الحيوانات على أصدقائهم، وترويعهم بها، غير مبالين بما قد يسببه الحيوان المفترس للبشر، فربما يسبب إعاقة مستديمة لمن لم يعتد التعامل معهم، وحينها لن يكون للندم أي مجال.

بالأمس القريب استيقظنا على حادثة افتراس أسد لصاحبه في الرياض واصابته إصابة بليغة في الرقبة، مما أدى إلى تدخل رجال الأمن وقتل الأسد، ليموت بعدها صاحب الأسد متأثراً بجراحه وهو في الطريق للمستشفى، هذه الحادثة دقت ناقوس الخطر من بعض التصرفات التي يقدم عليها شبابنا، وهم غير مدركين للخطورة التي قد تنتج من هذا التصرف، وقد يكون هذا التصرف على سبيل المفاخرة بدون أي توقع للمخاطر التي من الممكن أن يتكبدها بعد ذلك.

القانون السعودي يمنع اقتناء أو استيراد الحيوانات المفترسة، وهذا ما أعلنه المركز الوطني لحماية الحياة الفطرية، مهيباً بممتلكي هذه المفترسات بالتواصل مع المركز ومعالجة أوضاعها، علماً أن العقوبات لمن يمتلك المفترسات قد تصل إلى 30 مليون ريال وسجن 10 سنوات.

رحم الله القتيل وأسكنه فسيح جناته، ولعل بقية ممتلكي الحيوانات المفترسة يتعظون من هذا الأمر، ويصححون أوضاعهم، ويبتعدون عن ما من شأنه أن يهلك النفس البشرية، والحمدلله أولاً وأخيراً أن لم أبتلى بمثل هذه الهواية.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.