عندما نادتني مكة ١-٢

لسنوات خلت وأنا أتوق لأداء فريضة الحج، كنت أتمنى أن أزور بيت الله العتيق ملبياً وحاجاً، أكثر من مره أعقد النية بأنني هذا العام سيكون الحج من نصيبي، ولكن لم تكتب لي، واستمريت أكثر من ١٠ سنوات على هذا المنوال، حتى نادت مكة المكرمة أهلها، وكتب الله لي أن أجهز للحج ويسره لي، حتى أتمت الفريضة ولله الحمد.

العام الماضي ١٤٤٠ كتب لي الله أول حج لي، وكنت قبل هذا أتخيل أن أداء فريضة الحج ستكون من أصعب السفريات التي ستمر على في حياتي، ومع كل التحديات التي واجهتنا، إلا أنني أتمت الفريضة، وأديت الركن الخامس من أركان الإسلام.

بدأت التجهيز عندما أخذت بنصيحتي الصحب في البحث عن حملة للحج، ولكن العام الماضي كان النظام قد تغير، وأعلن أن حجاج الداخل لابد أن يحجزون الحملات من خلال الخدمات الإلكترونية الخاصة بذلك، فبدأت في البحث في الموقع عن حملة مناسبة، كنت أحاول الاختيار بين الحملات التي تكون في مخططات منى، من أجل أن يكون المبيت هناك، وبالفعل توكلت على الله وحجزت الحملة.

ملاحظاتي على الموقع الإلكتروني لحجاج الداخل، أنه لا يتيح التعرف جيداً على الحملات، فإذا لم تسأل عن تجارب الآخرين عن حملاتهم في السابق، فلن تستطيع التفرقة بين الحملات إلا بمكانها في منى، أو من خلال السعر، وأحياناً السعر لا يعكس الحقيقة، أيضاً بعد الاتصال بالأرقام الموجودة مع حجز الحملة أفادوني بأنهم سيسلمون لي حجز الطيران وبطاقة صعود يوم السادس من ذي الحجة.

بالرغم من إني حجزت الحملة بالطيران من الرياض إلى جدة، إلا أن أول درس تعلمته مستقبلاً أن تكون انطلاقة الحملة من جدة، ولا تكون من الرياض، وأسافر لجدة بطريقتي الخاصة، حيث تأخر الإقلاع من الرياض بدلاً من السابعة من مساء يوم السابع من ذي الحجة إلى الثانية فجراً ليوم الثامن من ذي الحجة وبالتالي وصلنا لجدة الساعة السادسة صباحاً، وبدلاً من أن نتوجه للحرم توجهنا لمنى حيث أخذ التعب منا كل مأخذ.

كنت قد نويت الحج مفرداً، والحمدلله توجهنا عصر يوم الثامن من ذي الحجة إلى الحرم وأدينا طواف القدوم وسعي الحج، وعدنا إلى المخيم، وفي اليوم التاسع توجهنا لعرفة، والحمدلله كان التفويج في قمة الراحة، فلم يكن هناك زحام يذكر، وأيضاً كان المخيم في عرفة مريحاً، لولا أني نسيت بعضاً من أدويتي الخاصة بالربو، وهذا ثاني درس تعلمته، في الحج لا تنسى أي نوع من الأدوية، وأحملها معك في أي مكان تذهب له، فمن الصعوبة التنقل من مكان لآخر في الحج.

أكثر ما كان متعب في الحج هو النفرة من عرفات إلى مزدلفة، والمبيت في مزدلفة، فهي بالنسبة لي من أصعب الأوقات، والحمدلله على نعمه، لذا لا تهمل عند اختيار الحملة، بعد التأكد من مخيم منى، تأكد من مخيم عرفات ومزدلفة، ولا تعتقد أن الوقوف بعرفة في النهار والمبيت في مزدلفة ستكون يسيرة بدون مخيمات مجهزة بتكييف في عرفات، وبوسائل تهوية في مزدلفة.

حاولت أن أسلط الضوء في هذه التدوينة على الجزء الأول من رحلة الحج، وفي التدوينة القادمة سأكمل معكم رحلتي في الحج.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.