جنون القهوة.. موسيقى الحياة

سحر القهوة شيء فريد، لا يضاهيه أي سحر، فهي تحقق الرضا الداخلي لمن يشربها، وهي تمنحنا وقتاً من الصفاء مع النفس، حتى ارتبطت بالمثقفين، وأصبحت القهوة بحد ذاتها ثقافة عميقة، تختلف من بلد لبلد، ومن شخص لآخر، فهناك من له جوه الخاص بين الكتاب والموسيقى والقهوة، فأستطيع أن أقول أن القهوة “موسيقى الحياة”.

من شدة عشق القهوة لدى البعض، جعلهم يتفننون في صناعتها، فهناك من وضع لها قسماً خاصاً في منزله أو مكتبه، وهذا الركن يمتلئ بأنواع مختلفة من القهوة، وأيضاً أدوات مختلفة لتجهيز القهوة، منها الأدوات الإلكترونية بالكامل، ومنها الأدوات اليدوية والتي تصنع القهوة بالتقطير، وتعدى ذلك إلى أدوات حساب القهوة بالوزن، وتحديد الكميات بدقة متناهية.

وهناك من قرن القهوة بالحرية، فمنهم من قال أن حريته مقرونة بأن يشرب القهوة متى ما شاء، وهناك في تراثنا العربي من تغزل بالقهوة، وأطلق البادية عليها لقب “الكيف”، لأنها تعدل المزاج، وتساعد على الصفاء والتركيز، حيث قال الشاعر خلف بن هذال “سوولي الكيف وارهو لي من الدله *** البن الأشقر يداوي الراس فنجالـه”، وارتبطت أيضاً بالكرم حيث قال الشاعر محمد القحطاني وهو يوصي ابنه “يا بو محمد شب واقضب مكاني *** في غيبتي قهو الرجال المشاكيل”.

ومن أدوات صنع الحديثة ما يسمى “الكميكس”، وهي تساعد في إظهار نكهة القهوة، حيث أنها ومن خلال فلتر معين، تساعد على استخلاص القهوة من البذور المطحونة باستخدام أسلوب التقطير، لتكون طعم القهوة ونكهتها مكتملة في الفنجان، وأكثر ما يساعد على ذلك هو وجود طاحونة يدوية لبذور القهوة، فلا يكتمل الطعم بدون العمل اليدوي.

وهذا يعيدنا إلى الماضي قليلاً، فكم نشتاق إلى صنع القهوة بطريقة البادية، بدأً بحمسها، ومن ثم طحنها باستخدام “النجر”، وانتهاءً بطبخها على الحطب، يقول الشاعر راكان بن حثلين “يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال *** في مجلساً ما فيه نفساً ثقيلـه”، فالقهوة العربية ارتبطت بالاجتماع منذ قديم الأزمان، فهي أداة السمر الأولى، وهي مجالسة الرجال، ومعها تحلو الليالي والأيام.

شخصياً القهوة بالنسبة لي حياة أخرى..

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.