وتتغير الأفكار

عمر هذه المدونة أكثر من ١٠ سنوات، وعندما أعود لسنوات خلت، وأقرأ إحدى التدوينات القديمة أتساءل من كتب هذه الأفكار، أبحث في ثنايا التدوينة عن شيء يشبهني فلا أجد، وعندها يأتي اليقين بأن افكارنا تتغير بزيادة خبراتنا، وتزايد العمر، وتطور تجاربنا، ونعود ونصحح المسار، لأننا نتيقن كم كنا نتحدث عبثا عن أمور تغيرت وغيرتنا، أو أمور بدأنا نفهمها بالشكل الصحيح.

عندما تتغير أفكارك، أو تستخف من بعض التوجهات التي كنت عليها، فهذا دليل على أنك تتعلم جيداً من التجارب، أن حصيلة المعرفة بدأت تزيد لديك، فلا تسمح لأحد أن ينتقص من هذا التطور، وكن كما تحب، لا كما يحب غيرك، لا تتردد في تغيير أفكارك وقناعاتك.

عندما تتأكد من أنك كنت في الطريق الخطأ، أو اتخذت القرار الخطأ، لا تكابر، ولا تعبث مع نفسك، صحح أفكارك، وواصل السير إلى المسار الصحيح، فلم نخلق علماء، فحتى الأحجار تغيرها عوامل التعرية، ونحن تصقلنا التجارب، ونتعلم من خبرات غيرنا، حتى نصل للمسار الصحيح.

لا تنزعج أبداً بتغير أفكارك، أو تبدلها للأفضل، فالله وهب لنا العقل لكي نفكر ملياً في الحياة، ونتدبر ونتغير إلى الأفضل بأذن الله سبحانه وتعالى.

الانزعاج يكون عندما لا تواكب أفكارنا تغير العصر، أو عندما تتغير للأسوأ، فعندها تحتاج لأن تعيد النظر في أفكارك مجدداً، وتحاول أن تعيد التفكير لتتغير للأفضل، لا تكن أسوة سيئة يتعظ منها غيرك، فكراً ملياً قبل أن تخطوا خطوة لم تدرسها جيداً، وتحسب عواقبها، فالله وهب لنا العقل لنفكر ونتدبر، ونحدد التوجه السليم لمستقبلنا.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.