أجيال من الذكريات

من أكثر من ٤٠ سنة برز التلفزيون السعودي في برامج المسابقات الرمضانية، سواءً كانت للكبار أو الصغار، وبرز أيضاً في اختيار الموسيقى المصاحبة مع حلقات المسابقة، وتميز أيضاً بأغاني العيد سواءً التي غناها طلال مداح أو محمد عبده، لتبقى هذه المقاطع ثابته في أذهاننا، ونتذكرها كثيراً.

اليوم بدأنا نرى أو نسمع هذه المقاطع على قنوات فضائية لها ميزانياتها الكبيرة، بل استخدمت هذه القنوات ذات الأفكار، ونفس المقاطع، وتعيدها القنوات باستمرار لتربطنا بها مره أخرى، وتعيد الذكريات القديمة لنا، وكأن هذه القنوات تحاول أن تستهدف الجيل الذي ولد قبل الألفية، فهذه ذكرياتهم، ودائماً الذكريات تبهج.

عن نفسي إذا سمعت موسيقى الفوازير أتوقف أمامها، وأبقى على القناة لو لبرهه، تماماً كما يشدني توم وجيري ويذكرني بأيام الطفولة، وأنتظر لأشاهد الحلقة كاملة، أما إن رأيت عدنان ولينا فهذا أمر مختلف، وذكرى جميلة، عرفنا فيها معنى الحب، في زمن لا تعرف عن النساء شيء.

جيلي في كل مرحلة له ذكريات، ومع تغير الزمان تقارن بالذكريات السابقة، فعندما بدأت دور السينما تباشر أعمالها في الرياض، تذكرت مع جيلي كيف أننا لم يكن لدينا في زماننا مثل هذا، واليوم أختلف الحياة جذرياً لم تعد مثل ما كنا نعرفها، وهذا يدعوني للتساؤل كيف سيكون وضع جيل اليوم بعد ٤٠ سنة من الآن، كيف ستكون الحياة، وكيف ستكون ذكرياتهم.

لا نستطيع القول إننا بلغنا منتهى الحياة، فالتسارع أصبح السمة البارزة، فكل شيء يتغير بسرعة، وربما نرى ما نتوقع أن يحدث بعد ٤٠ سنة خلال أعوام قليلة، وربما كمية الذكريات التي يبنيها جيل اليوم أكثر بكثير من ذكريات جيلنا.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.