شيء مني..

لا أذكر كثيراً كيف كانت طفولتي، وأيضاً لم أسكن في بيت طين، ولدت في مستشفى، وعشت حياة لم يعشها الكثير من أبناء جيلي، أتذكر أننا تعرفت على التلفاز متأخراً، وتعرف على الساتلايت أيضاً متأخراً، درست وفق العمر المحدد، وعاصرت كيف تطور بلدي، وساهمت في ذلك، فالحمد لله على هذه النعم.

أتذكر جيداً مدير مدرستي الابتدائية “عثمان المدلج” فلي معه الكثير من الذكريات، عادني في المستشفى عندما أصبت في المدرسة بكسر في فخذي، وساهم في تشكيل جزء من شخصيتي، أيضاً أتذكر الأستاذ حسن مدرس العلوم “شفاه الله”، الذي كان خير معين لي بعد الله سبحانه وتعالى في أداء الصلاة، هو الآخر شكل جزء من شخصيتي.

أتذكر مدرس الرياضيات، ومدرس الفنية “خلف الدوسري”، فكلاهما ساهم فيما أنا عليه الآن، ولكني لا أذكر مدرس الرياضة، صحيح أنني أحرزت هدفين فقط خلال المرحلة الابتدائية، أحدهما بالخطأ غير مستوعب حتى الآن كيف استطعت احرازه، إلا إنه من الذكريات الجميلة خصوصاً القفشات التي كانت من الأصدقاء بعده.

مرحلة دراستي الابتدائية تعني لي الكثير، بكل التفاصيل التي أذكرها، وعندما أقارنها بذكريات أطفال الآن، أثق بأن جيلنا كان فريداً من نوعه، استطاع بناء شخصية مختلفة جداً، عاصرت السعودية قبل الطفرة وبعدها، عشنا البساطة في صغرنا، واستمتعنا بالحداثة والتقنية في كبرنا، فأي جيل نحن.

في حديث مع أحد المستبشرين بالثورة الصناعية الرابعة قال عقول جيلنا ليست رقمية وإنما تماثلية، لأننا غيرنا قنوات التلفاز بأيدينا، واستخدمنا القلم وكتبنا، وقراءتنا كانت من الورق، عكس جيل اليوم، الذي يستخدم الهاتف الذكي لمشاهدة بقايا التلفاز، ويكتب بدون قلم، من خلال أجهزة الآيباد، ويقرأ منها أيضاً، وحياته قائمة على الألعاب الإلكترونية.

بالرغم من اتفاقي في أجزاء معه، إلا إنني أرى أن عقول أبناء جيلي تماثلية ورقمية، فهم تعايشوا مع الحياتين، فعن نفسي جميع التدوينات التي كتبتها في هذه المدونة كانت مباشرة على جهاز الكمبيوتر، وأمارس الألعاب البسيطة على هاتفي النقال، وأقرأ من الورق والأجهزة، فهذه ميزة لن تكون في الجيل الرقمي.

حياتنا كانت بسيطة، وتطورت مع تطور بلدنا السعودية، كنا شاهدين على التطور، وعلى أول رحلة فضاء سعودية، وأول برج بني في الرياض، وزيادة عدد الجامعات، والآن نتابع بناء المترو، وتطور المطارات والموانئ، ونساهم في تحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠ التي ستستفيد منها الأجيال القادمة، تماماً كما استفدنا من عمل الأجيال التي سبقتنا.

هكذا هي الحياة، جيل يضع الأساس، وجيل يأتي بعده ليصنع المستقبل، وفي الجيل الواحد من يحمي الوطن، ومن يعلم الأجيال القادمة، ومن يخطط، ومن يبني، ومن يطبب، وجميعهم يعملون لتحقيق هدف القيادة، لتكون السعودية قوة عالمية في جميع المجالات ولا يشق لها غباراً.

همسة

مهما استهدفت يا وطني، سنبقى على العهد والوعد ولن نبالي..

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.