أنشودة الحياة

الحياة معادلة من الصعوبة تماثل كفتي ميزانها، وهي لا تقدم ميزاناً واحداً بل العديد منها، فميزان تتأرجح كفتيه بين الجدية والهزل، وآخر كفتيه بين الطاعة والمعصية، وثالث بين الإنفاق والتقتير، وعلى هذا يكون القياس، فإما أن تكون الحياة معتدلة ووسطية ومتوازنة في الكفتين، أو تنتهي بثقافة التطرف لإحدى الكفتين.

الحياة ليست معادلة سهلة، والوسطية مطلب معهم للسعادة، فالجدية مطلوبة في بعض الأحيان، واستمرارها قد يفقد الانسان رغبته في الاستمتاع، والهزل الزائد يفقد الإنسان الكثير من هيبته، فلا أنت تستطيع التعامل بأريحة مع من ترجح عنده كفة على أخرى، بينا الإنسان المتوازن يفرض احترامه، ويرغب الجميع في التعامل معه.

أما الإنسان الحاد فالكل يكرهه، وقد يعيش في بوتقة لا يستطيع الخروج منها، وسيخسر من حوله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرءً سَمْحاً إذا باع، سَمْحاً إذا اشترى، سَمْحاً إذا اقتضى)، فالتحلي بالأخلاق الحميدة تجعل للإنسان قبولاً لدى الجميع، يترقبون حضوره، ويتوقون للقياه، أما من يتصف بالسمات السلبية لا يتقبله أحد، بل لا يحبون لقاءه، وربما يغادرون المكان عند حضوره.

الحياة تقوم على العديد من التوازنات، لن تتحقق هذه التوازنات إلا بالرضا الداخلي، والتسامح مع النفس، فإذا زادت درجة التسامح مع النفس، ارتفعت معدلات القدرة على غناء أنشودة الحياة بأريحية، أما إذا قلت هذه الدرجة، تجد الإنسان لا يتقبل أي أحداً من حوله، مكروهاً من الجميع، ولا يستطيع التكامل مع الآخرين، ليبقى وحيداً في هذه الحياة.

همسة

كن سمحاً مع الآخرين.. وتقبلهم واعذرهم فأنت لا تعرف ظروفهم

قارئ واحد معجب بالتدوينة.
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.