وتبقى الذكرى الحسنة

شاهدنا نهائي الكأس الأوربية، وكنا متوقعين أن تذهب البطولة للنادي الإنجليزي ليفربول أكثر، ليس بسبب أننا نفضل نادي عن آخر، وإنما تفضيلاً لأبننا العربي محمد صلاح، كنا نتوقع أن نشاهد الكثير من المهارات والألعاب المتألقة من محمد، وكنا نأمل أن نشاهد أهدافه تتداعب الشباب.

ولكن ذهبت المباراة إلى منحنى آخر وخرج ليفربول بخفي حنين، وخرج أيضاً محمد صلاح مصاباً منذ الدقيقة 25 من المباراة، خروجه كان مزعج للجميع، ومفرح للنادي الآخر بالتأكيد، فبدلاً من مشاهدة ابداعات محمد صلاح والاستمتاع بها، شاهدناه يخرج من الملعب ولم نستمتع بعدها في أي ثانية من المباراة.

محمد صلاح فرض على الجميع احترامه، ليس من ناحية أننا نعرفه، بل من ناحية أن سمعته سبقته، حيث يذكره الجميع بالخير، ولم نشاهد على الإنترنت من يذمه، حتى أن غير المسلمين اشادوا به، وبداء الأطفال الإنجليز بتقليده، وكل هذا لأنه قدم الوجه الحقيقي للعرب والمسلمين، ولم يخرج من عباءة الدين، اعتز وافتخر بمعتقداته، وقدم شخصيته الحقيقية بدون تزلف ولا خداع.

وبهذا الطريق، أي بالأخلاق، سبق وأنتشر الاسلام في كافة بقاع الأرض، حيث عكس التجار العرب والمسلمين السمعة الحسنة من خلال تعاملاتهم في السند والهند، ليعتنق الكثيرون الدين الحنيف بسبب مكارم الأخلاق، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

الذكرى الحسنة هي ما يبقى لك، هي المفتاح الذي يفتح عقول وقلوب الناس لك، وهذه الذكرى خليط من الأخلاق والتعاملات والايمان الراسخ بالمعتقدات، وهي التي تبقى، متى ما اتقنت استخدامها بدون أي تزلف أو تصنع أو تكبر على الناس، تجد أثرها في قلوب الخلق، وتجد الجميع يحترمون وجودك، ويفضلون التعامل معك عن غيرك.

فاحرص على أن تترك الأثر بعد مغادرتك المكان، وأحرص على أن يكون هذا الأثر طيباً يذكرونه الناس، ويقولون ليته بقى، ويدعون لك ولا يذمونك، فأنت فقط القادر على كتابة مكانك بين الجموع.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.