“الفترة الذهبية” خرجت من يدها.. فأين “الطريفي”؟

مبنى وزارة الإعلام السعودية
لا أحد يستطيع أن يجزم من أول من صنع مفهوم الفترة الذهبية في تقديم البرامج التلفزيونية في رمضان، ولكن يؤكد أغلب من تحاورت معهم من النقاد والخبراء في الشأن الإعلامي أن للقناة السعودية الأولى الدور الأكبر في صناعة هذه الفترة خليجياً، سواءً من خلال تقديم برنامج “على مائدة الإفطار” أو “طاش” في فترة سابقة، وكانت قبل ذلك أعمال فنية مختلفة.

وكان التلفزيون السعودي يبدع في صناعة هذه الفترة، حيث كان يستغل القناتين التي يملكهما في الوصول للمشاهدين، إذ كان يقدم مسلسلاً أجنبياً عبر القناة الثانية وقت إقامة الصلاة من الحرم المكي، ليبقى المشاهدين على أختلاف ميولهم بين القناتين.

ومع سباق القنوات الفضائية باتت الكثير من القنوات الفضائية في التنافس على هذه الفترة، ولم تعد الفترة محصورة في بلد القناة، إلا أن الفترة أصبحت من الافطار في المنامة، إلى أذان العشاء في مكة فترة ذهبية كبرى، تستهدفها الإعلانات، ويتنافس على مشاهدتها الصغار قبل الكبار، حتى أن بعض الشركات أصبحت تقدم محتوى مفيد في إعلاناتها وحظي أيضاً بمتابعة من الجميع.

وإن اتفقنا أو اختلفنا على أن التلفاز السعودي هو مبتكر هذا المسمى، إلا أننا بالتأكيد متفقون على أن هذه الفترة الذهبية خرجت من يد وزارة الإعلام السعودية، وأصبحت تتحكم فيها الفضائيات العربية المختلفة، ولم يبقى سوى نزر بسيط من أصحاب المتعتقدات هم من يتابعون القنوات السعودية.

وهذه العام قدم الثنائي المنفصل ناصر القصبي وعبدالله السدحان مسلسلين مختلفين، فناصر كان على فضائية عربية وعبدالله على القناة السعودية الأولى، وعند حديثي مع أحد النقاد الفنيين قال أن تكامل وجودة وترابط العمل الفني لدى عبدالله أفضل بكثير من عمل ناصر، إلا أن عمل ناصر حظي بأكبر نسبة مشاهدة بسبب شعبية القناة التي يبث عليها.

رسالتي لوزير الإعلام الشاب عادل الطريفي، ألم يحن الوقت لكي نلتفت إلى قنواتنا المحلية، ونطورها لكي تنافس القنوات الفضائية، الجمهور لا يريد إسفافاً وفي ذات الوقت لا يريد قمعاً، هو يرد أن يرى الابداع بحرية وبدون منغصات، والقنوات السعودية بأختلافها سبق وأنتجت العديد من البرامج والمسلسلات التي تحتوي فكراً عالياً، ونجحت كثيراً وتبادل الجمهور مقاطعها عبر الشبكات الاجتماعية، إلا أن هذه النجاحات ارتبطت بأشخاص وليس بالتلفزيون، فهل حان الوقت لنرى أبداع الشباب فيكم يا معالي الوزير.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.