عندما تكون شيعياً .. مسيحياً.. مسلماً


عندما تكون شيعياً فيعني ذلك أن “الحسينية” تحتفل معك بزواجك، وتقيم حفل قرانك في “الحسينية”، بل وتدعوا الزملاء والأصدقاء لحضور حفل الزواج في “الحسينية”، ولا تحتاج أن تدفع تكاليف حجز صالة أفراح، ولا تعاني من عقدة ما بعد الزواج والضيق المالي بسبب تحمل تكاليف ما أنزل الله بها من سلطان.

عندما تكون مسيحياً فهذا يعني أنك لا تحتاج أيضاً لإقامة حفل زواج، فالحفل يقام في “الكنيسة”، ويتم تقديم الماء المقدس للضيوف، ويبقى حفل الأصدقاء لإعلان الزواج مختصراً والاصدقاء يساهمون في دفع التكلفة أيضاً، وأنت ضيف شرف في الأولى والثانية، ولا تتحمل ما ليس لك به طاقة.

أن تكون مسيحياً فهذا يعني أن “الكنيسة” توفر مستشفيات مجانية لترعى صحتك، وتقدم خدماتها لك بالمجان، ولا تقوم بإرهاقك في المصاريف، فهي تقدم الخدمة بكل أخلاق العمل، وبدون أن تجرح أو تزعج مشاعرك، أو حتى تدعوك لدينهم، تماماً كما فعل المسلمون الأوائل عندما دعو للدين بأخلاقهم، وفي أحياناً كثيرة تتحمل الكنيسة تكاليف الأدوية.

أن تكون مسلماً في مصر، فهذا يعني أنك تستطيع إقامة حفل زواجك في قاعة الاحتفالات التابعة للمسجد إذا كنت من أسرة محدودة الدخل.

أن تكون مسلماً في السعودية، فهذا يعني أن المسجد للصلاة فقط، والدين فقط، وحتى وجبات الطعام تقدم في المناسبات الدينية فقط أي إفطار رمضان، أما بقية ذلك فالمسجد بناء شامخ فقط، ألا يعتبر هذا هدراً أقتصادياً، لماذا لا يقوم المسجد بدوره الحقيقية والذي كان بمثابة جامعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والعهود التي أتتي من بعده، أما الآن فهو لتأدية شعائر الدين فقط.

أن تكون مسلماً في السعودية، فهذا يعني أن المسجد يتحمل تكلفة غسيلك بعد الموت، وتكفينك من أموال الصدقات، ومن ثم تشييعك إلى المقبرة، ولكن ليس مطالب أن يؤدي أي شيء لك في حياتك.

لماذا لا يكون المسجد مبرة دينية فنحن أولى من الشيعة والمسيحيين في ذلك، لماذا لا يرفق في المسجد مركز صحي من أموال الصدقات، يعالج بالمجان سكان الحي أو حتى برمز بسيط، ويؤوي كبار السن الذين يحتاجون إلى عناية خاصة، ليس المطلوب أن يقدم جميع الخدمات ولكن الأمور الأساسية فقط.

لماذا لا يكون المسجد منارة للشباب يوفر قاعة للترفيه الرياضي، أو حتى ساحة للعب الكره، تحت رقابة من متطوعين من الحي، بدلاً من الغرف التي يجتمع فيها مطاوعة الحي لتدارس أمور الدين.

لماذا لا يقدم المسجد دروساً خصوصية لأبناء الحي بدلاً من حصرها على حلقات التحفيظ، ويساهم المدرسين في الحي تطوعياً بتقديم هذه الدروس، وهذا سيعود على البلاد والعباد بالنفع العظيم.

المسجد له دور كبير وللأسف قلص هذا الدور ليكون فقط في أمور الدين، أو أمور الوفاة، وأما في غير ذلك فليس للمسجد أي دور يذكر، ليس للمسجد أي مساهمة في تفعيل الأمور الحياتية، وزيادة عشق الناس لهذا المكان من خلال ربطهم به في كل أمور حياتهم.

همسة
عندما تكون مسلماً فهذا يعني أنك على دين الحق.. فأسعد بحياتك، وزد طاعتك، لتكون لك الجنة إن شاء الله..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. مقال رائع وإن كنت أتحفظ على قولك نحن أولى من الشيعة والمسيحين، لأن كل يرى نفسه الأولى نتيجة عقدة الأفضلية. عموماً يمنع السياسي اتاحة المجال للمسجد خشية سحب البساط والتأثير في الجماهير وإن كنت تذكر فقد كان هناك مكتبات ملحقة بالمساجد وتم الغاءها اضافة الى التشديد على خطب الجمعة ودعاء القنوت كما حاول خالد الفيصل التضييق على حلقات القرآن

    بالنسبة لرعاية المسيحين فهذا ناتج عن حضارة الغرب وليس عن المسيحية بدليل عدم توفر تلك الخدمات لمسيحيي الشرق في مصر والعراق ولبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.