سوق الأسهم ويا قلبي لا تهتم


في 2005 تجاوز المؤشر السعودي للأسهم حاجز 16 ألف نقطة، كانت بمثابة الحلم في دولة لم يبدأ فيها سوق الأسهم بشكل فعلي إلى في التسعينات الميلادية، دولة حديثة على هذا السوق وعلى تغيراته، وعيناها ترقب حادثة سوق المناخ الكويتي التي إنهار في عام 1982.

بعد سنوات بدأ مؤشر سوق الأسهم في الإنتعاش، فبعد أن وصل إلى أقل من خمسة آلاف نقطة في عام 2008، الآن بدأ في تجاوز 10 آلاف نقطة، إنتعاش حقيقي، ولكن هل هذا الإنتعاش مدروس ومخطط له أم لا، أم أنه محاولة لجذب الناس إلى السوق من جديد لكي تتضخم بعض الجيوب.

معادلة سوق الأسهم من الصعب معرفتها، فهناك لوبي يتحكم بهذا السوق من خلال المضاربات وغيرها من الأمور التي ترفع السهم لتجذب صغار المساهمين والمساهمين الجدد ليكونوا لقمة سائغة في يد هؤلاء الهوامير، عن نفسي لم أفهم هذه المعادلة التي تتطلب أن تعرف متى وقت الدخول للسوق ومتى وقت الخروج منه، والتوقيت المناسب لشراء السهم أو لبيعه، فسوقنا لا يعتمد على نتائج مالية حقيقية للشركات يستطيع المضاربين أن يقرءوها ليعرفو متى الوقت المناسب لشراء الأسهم، ومتى الوقت الأفضل لبيعها.

القيمة المالية التي تدفع في السوق شيء كبير جداً، فخلال عام 2013 كانت قيمة التداولات (1.37) تريليون ريال سعودي أي أكثر من ميزانية الدولة، وهذه الأموال التي يتم تدويرها في السوق أي تذهب؟، فهي تقوم على مبدأ واحد أن ربحي يعتبر خسارة لك، فقيمة الربح التي أربحها في مقدار خسارتك، وهذه المعادلة تفسر أي ذهبت أموال المساهمين في 2006 عندما سقط السوق.

سوق الأسهم معادلة صعبة، فيها الكثير من الربح والأموال، لا أنصح أحداً بدخولها إلا إذا كان يجيد لعبة التحالفات والأرقام، يعرف كيف يبني تحالفاته جيداً، ويعرف كيف يقرأ القوائم المالية، وأرقام الميزانيات، ويفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية، ويستطيع بناءً على ذلك تحديد هل السهم من الممكن أن يرتفع أكثر أم أن هذه نهاية.

الدخول لسوق الأسهم يتطلب أن يكون المساهم على اطلاع على مستجدات الأوراق المالية، ومتابع جيد لأخبار الشركات، وأن لا يكون مجرد مراقب للشاشة فقط، فالمراقبة وحدها من الممكن أن تنجح في سهم أو اثنين، ولا من المستحيل أن تنجح دائماً.

سوق الأسهم من الممكن أن تكون فقاة تجذب إليها من لا يفهمها، مستعجلاً الربح والثراء العاجل، ولكن في النهاية تجد السقوط سريعاً لهواية الفقر، فنعم مع استثمار في المضمون، ولا ضذ التهور في القرار.

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.