وعلى عملتنا السلام..


أكثر ما يزعجني هو أن يعيد لي محاسب البقالة علكة أو قنينة ماء بدلاً من النصف ريال المتبقي، فلو كنت أريد مثل ذلك لأخذته وأنا أتبضع، وليس المبدأ أن نصف ريال لا ضير فيه خصوصاً أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، إلا أني أعتبر الأمر استغفال لنا وترويج لبضاعة قد لا يكون لها سوق، فلو قلنا أن سعر كرتون أحد أنواع الماء 9 ريلات مثلاً، ويحتوي على ثلاثين قنينة فكم سيكون ربح صاحب البقالة عندما يأخذ النصف ريال المتبقي عنوة.

مؤخراً قررت أن لا آخذ من البقالة أي شيء لا أحتاجه، أما النصف ريال إما أن يخصمه أو أترك ما اشتريته وأرحل، وصرت أضع النصف ريال المعاد في درج في السيارة إلى وقت التبضع الآخر، وأحياناً كثيرة أنسى العملة المعدنية في السيارة ولا أتذكرها إلا عند المحاسب، وأحياناً أطلب منه أن يرافقني عامل ليأخذ النصف ريال من السيارة، وفي أحد الأيام قررت أن أجمع شتات هذا المعدن من السيارة (كما تشاهدون في الصورة) وأحوله إلى عملة ورقية.

المبلغ الذي حصلت عليه من جمع البواقي فقط من نصف ريال وربع ريال وغيرها، أكثر من ثمان والثلاثون ريالاً، قررت أن آخذها إلى سوبرماركت أو هايبرماركت أو حتى بقالة لأحولها إلى عملة ورقية، ولكن المفاجأة أنهم حولوا فقط العملات المعدنية من فئة نصف ريال فقط، ورفضوا أن يأخذوا العملات المعدنية التي قيمتها أقل من نصف ريال بحجة أنها غير مرغوب فيها، فقلت لا بأس ووضعتها في السيارة لعمليات المحاسبة السريعة، ولكن مما يزيد الطين بله أن البقالات ترفض أخذها بحجة أن العملاء لا يأخذونها نهائياً، فيا ترى هل المشكلة من العملاء أم أنها في محاسبي المحلات التجارية..

في أي دولة حول العالم لا يوجد تفرقة بين العملات المعدنية والورقية، ولا أحد يعترض على ذلك، إلا هنا فالعملة المعدنية غير محترمة، والكل لا يرغب بها، وهذا جعل المحاسبين في المحال التجارية يتمادون في ذلك، لدرجة أنهم يحاولون إجبار المتسوق إما الشراء بالنصف ريال المتبقي أو ترك البضاعة.

أرى من الضروري في الفترة القادمة التقليل من العملة الورقية من فئة الريال وحصرها على العملة المعدنية، لاسيما وأن هذا المتبع في أغلب دول العالم، فعدم إقرارنا لذلك جعلنا من أكثر الخاسرين، فلا شك أنكم لاحظتم في خارج السعودية كيف تتنوع أجهزة البيع الذاتية، وكلها تعمل بالعملة المعدنية لأنها الأسهل، أما في بلدي فحاولوا أن يروجوا للآلات التي تدعم العملة الورقية ومع ذلك لم تنجح كثيراً، وبقيت أجهزة البيع الذاتية محصورة في أجهزة بيع المرطبات أو القهوة، ولا شك أن الإكثار من العملة المعدنية أمام العملة الورقية من شأنه أن يدعم هذه الوسيلة للبيع.

بالنسبة لي قررت أن أغير محفظتي إلى أخرى يكون فيها حيز خاص بالعملة المعدنية، وسأحملها معي بل سأجبر المحلات التجارية على قبولها وإلا عدم الشراء، فليس الأمر بخل وإنما حرص على الصالح العام.

4 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.