في الإمارات إتحاد ولكن!


أكثر ما يلفت الانتباه بمجرد الدخول لمدينة دبي هو الاستثمار الهائل في البنية التحتية، ولعل هذا الاستثمار لم يأتي من فراغ، فمنذ أكثر من عشرين عاماً ودبي تروج لسياحتها الشتوية والصيفية على حد سواء، حتى أصبحت هي المعلم والعنوان البارز للاستدلال على الجزيرة العربية.

وعلى النقيض من ذلك بمجرد أن تخرج من حدود إمارة دبي لن تبهرك البنية التحتية إطلاقاً، بل ستجد اختلافاً كبيراً ليس فقط في البنية التحتية بل وحتى في الثقافة العامة، فالمترو الوحيد في الخليج الموجود في الإمارات لا يتعدى حدود دبي وجبل علي، حتى أن مدينة الشارقة والتي يتصل عمرانها بمدينة دبي لا يوجد بها مترو، ومدينة عجمان والتي تبعد كيلومترات عن دبي بعضاً من شوارعها الداخلية في الأحياء رملية وغير معبدة، بالرغم من أنها جميعاً تقع في دولة واحدة الإمارات العربية المتحدة.

الإمارات العربية المتحدة والتي أعلن عن تأسيسها في 1971 تشكلت من سبع إمارات، لكل إمارة الحرية في إدارة أمورها الداخلية، وهذا ما يفسر التباين في البنية التحتية بين الإمارات، وعدم الاهتمام بامتداد التنمية بين حدود الإمارات، ولعل هذا مما يحزنني فعلاً، أضف إلى ذلك التركيبة السكانية الموجودة في دبي ليس في غالبها من الخليجيين، وإنما هي خليط كبير من جنسيات عربية وآسيوية وأوروبية وهذا ما يفسر تقبلهم للتنمية.

أمارة دبي والتي لا تتمتع بوجود بترول مثل جارتها أبو ظبي أو الشارقة، أو حتى دول الخليج الأخرى، جعلها تفكر بجدية في استثمارات أخرى من أهمها السياحة، ولكي تستثمر في هذا القطاع بالذات لابد وأن تكون البنية التحتية لديك في أعلى جاهزيتها، وهذا ما فعلته دبي، فطورت بنيتها التحتية وكسبت الرهان.

الركون لوجود البترول في دول المنطقة هو السبب الرئيسي للتقاعس في تنويع الاستثمارات، مع معرفة الجميع بأن البترول غير دائم إطلاقاً، وهذا ألقى بظلاله على تطوير البنية التحتية، فأقتصر التطوير على نواحي معينة، وفي الغالب كان مع بداية الانتعاش الاقتصادي الأولى عند ظهور البترول، ولم يستمر أبعد من ذلك، لذا تجد أننا نعيش في 2012 بعقلية السبعينات، فهل نبقى مكتوفي الأيدي تجاه هذه الحقيقة؟.

ويبقى السؤال الأبرز والأهم هل البترول هو سبب تخلفنا؟

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. * البترول نعمة من الله وله الحمد والشكر لدول المنطقة غير الكثير في أسلوب حياتهم ومعيشتهم .

    * ساهم بتطورنا جلبنا الخبرات والأدوات ولكن في مرحلة ما توقفنا

    * كان سبب في إهمالنا لبعض المور ولكن لازال هناك متسع من الوقت لتدارك الأمور

    * أعجبني تصريح لوزير الخارجية القطري بأنهم بدأو فعلا في تنويع مصادر دخلهم من خلال شراء اسهم وممتلكات في دول العالم المختلف وأنهم خلال السنوات القادمة سيصبح البترول أحد مصادر الدخل وليس الأساسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.