صيدوا الحرامي..

سرقة سيارات
أتذكر على مضض الموقف الذي حصل لي مع صديقي الأمريكي المسلم حافظ في اليابان، عندما أوقف سيارته وتركها مفتوحة الزجاج والأبواب، فنبهته لذلك الشيء، فقال بكل ثقة هنا في اليابان أمان ولن يسرق أحد السيارة، وأضاف متسائلاً أكيد في السعودية بلد الأسلام، بلد التوحيد والأمان لا يوجد سرقات؟!..

كان لوقع السؤال علي كوقع الصاعقة، طأطأت رأسي خجلاً، أجبته بالنفي وأنك لا تأمن على سيارتك وهي مغلقة فكيف وهي مفتوحة؟، استغرب حافظ من ردي وكأن لسان حاله يقول إذا كان هذا حال طلابكم وهم مسلمون يشربون الخمر ويأتون الفاحشة في بلاد الغرب، فكيف سيكون حالكم هناك؟..

ما ذكرني بهذا الموقف هو حديثي مع جاري بعد صلاة التهجد حول وضع الحي، فجارنا الآخر سرقت سيارته صباحاً في رمضان، كسرت زجاج النافذة، وسحب الإطار الإضافي، وأشياء أخرى، كل هذا يحدث وبدم بارد وفي نهار رمضان، شهر الصيام وتلاوة القرآن، لن أقول أن من سرق السيارة لا يصوم، وإنما لم يمنعه صيامه ولا حرمة الشهر الفضيل عن ارتكاب الجريمة، ولم تردعه القوانين أيضاً، فما العمل؟..

في كل يوم نسمع عن سرقة سيارة أو منزل، لكن أن نسمع عن سرقة حقيبة نسائية في المسجد وهن ساجدات لصلاة التراويح، فهذه قمة المأساة..

أتذكر كيف كان سكان أسيا الوسطى يتبركون في السعوديين، كيف تتهلل وجوههم بالسعادة، وهي يقولون “أهلاً بأحفاد الصحابة”، كيف يسلمون علينا بحفاوة؟، وكيف يطلبون منا الدعاء لهم؟، ومع ذلك في بلدنا لا تأمن على سيارتك عند وقوفها أمام منزلك ومغلقة أيضاً، فأين هم إذا أحفاد الصحابة؟..

هل يجب أن يبحث لنا أحمد الشقيري عن حلول كي تنتهي هذه المشكلة, ألا يوجد في جهاز الشرطة من هو قادر على إيجاد الحل الجذري بدلاً من تحميل المواطنين المسئولية، وهل هناك حل أفضل من وضع نقاط التفتيش على الطرق السريعة وأحياناً مداخل الأحياء..

بلا شك أنه لا يوجد رادع ديني عند هؤلاء الشباب – الذين يؤذون الناس بسرقاتهم- يمنعهم من القيام بهذا العمل، وربما يقدمون على هذا الفعل لأن المعيشة أصبحت عسيرة هذه الأيام، وربما لأن هؤلاء الشباب يبحثون عن ثمن للمسكر والمخدر، وربما غير ذلك..

حل المشكلة لابد أن يكون جذرياً، من خلال تكليف الباحثين الإجتماعيين في دراسة هذه الأمر، وتحديد مكمن المشكلة، ووضع الحلول لها، أيضاً زيادة تكثيف عمليات المراقبة بكميرات الفيديو على الطرقات والأحياء، بالإضافة إلى تشديد العقوبة أضعافاً مضاعفة على من يرتكب مثل هذا الأمر، والتشهير به..

فمتى ما أكتملت هذه العناصر الثلاث سنأمن في منازلنا ومساجدنا، وسيرتدع من يحاول الإقدام على مثل هذه الأفعال، وسيتحقق الرخاء لهذا البلد..

إقرأ أيضاً:
متى تضعونا تحت المراقبة؟!..
شبابنا لا يستحقون الحرية..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.