حوار الشيعة والسنة أم “حوار الأديان”!


قرأت أول أمس في إحدى وكالات الأنباء أن كنيسة إيطالية خصصت مكاناً للمسلمين لإقامة الصلوات فيه خلال شهر رمضان المبارك، وهذا ينسحب على صلاة التراويح أيضاً، ومن خلال حديث كاهن الكنيسة لوكالة الأنباء أشار إلى رغبته لتعزيز الحوار بين الأديان بتخصيص مثل هذا المكان للمسلمين، هذا الأمر وهذه الفتة أعجبتني ولكن هل فعلاً نحن المسلمين قادرين على حوار الأديان؟..

نعم نحن نطالب بهذا الحوار وفتحناه على مصراعية شرقاً وغرباً ولكن في النهاية تجد أن المسلمين داخلياً متنافرين ولا يتحاورون فيما بينهم، يكفي أن تشاهد التشنج الحاصل بعد كل فتوى جديدة تثير حفيظة التيار السلفي في البلاد، فعندما قام فضيلة الشيخ محمد الغامدي وهو عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي بتحليل الاختلاط قامت الدنيا ولم تهدأ لأنه أورد أقولاً تخالف منهج السلفيين، ومن نفس الكأس شرب فضيلة الشيخ عادل الكلباني عندما أباح الغناء..

لم يحاول التيار السلفي أن يجلس مع الشيخين ويتحاور معهم حواراً عقلانياً منطقياً واعياً، وإنما أنزل عليهم أقسى أنواع العقوبات حتى وصلت لتكفير بعضهم لأحد الشيخين، ولم يتورع السلفيون عن إطلاق الأحكام الجائرة في حق الشيخين، فكيف نريد أن نحاور الغرب ونبين لهم سماحة ديننا الحنيف ونحن غير قادرين على التحاور داخلياً، غير قادرين على تقبل الفكر الذي يصدر من شخص يدين بنفس ديني ويحمل نفس معتقداتي..

ليس هذا فقط أنظر إلى رمضان ليس على مستوى كافة الدول الإسلامية بل على مستوى الدولة الواحدة، فالشيعة لا يصومون مع السنة في نفس الوقت، فهنا في السعودية كان يوم أمس الأربعاء أول أيام رمضان بينما إخواننا الشيعة في القطيف أول الصيام عندهم هذا اليوم الخميس، فأيضاً كيف نريد أن نتقبل فكرة حوار الأديان ونحن لم نتقبل فكرة أن نصوم ونفطر مع بعض؟ ولم نسعى لتقديم نهج متكامل يساعدنا على أن نتوحد إسلامياً.

أعتقد أننا سنتعب كثيراً في موضوع حوار الأديان لأننا فاشلون في تقبل بني جلدتنا الذي يختلفون معنا في التفكير، ولا نملك إلا أن نقابلهم بالتكفير، غير مكترثين بأننا أمة واحدة، عقيدتنا واحدة، وبلدنا واحد..

2 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

4 تعليقات

  1. كلام جميل ، لكن يا أخي هذي خطط أمريكية مخطط لها منذ أسلاف الزمان ، ولازال يخطط لها الا الان لتفريق المسلمين لن نستطيع حل المشكلة في مدونات نحتاج لمحطة مثل CNN و العربية و إعلام مثل الذي يملكه الصهاينة حتى توضح للعالم ان الرسول لم يكن هكذا رسولنا و الإسلام كل شخص حر في ما يعتنقة الأهم هو وصول رسالة الإسلام له من غير تشويه وهو حر في الاختيار، لم يغصب الرسول اللهم صل عليه الناس على الاسلام بل عرضه لهم بصورته الحقيقية وهم تقبلوه ومنهم لم يتقبله ،،،تحياتي لك 🙂

  2. اخي محمد المسلمون قادرون باذن الله على ذلك
    وصبرا في سبيل الله صبرا
    لكن اصر على ان البوصله معنا نحن المسليمين
    اخوك عبدالعزيز

  3. اخ محمد اعذرني و لكنك كتبت كلاما جميلا جدا في المقدمة و يبدو انك لم تلتفت اليه فما ذكرته بالاخير عن الصوم مختلف تماما حول ما تريد الوصول اليه !!
    سؤال هل لك ان تعرف لي ما هي الوحدة الوطنية و ما هو حوار الاديان و ما الهدف منهما ؟!

  4. أبو عابد: التدوين له دوره، وبحكم عملي في الإعلام أقول لك أن من ينبه وسائل الإعلام التقليدية لمثل هذه القضايا هو الإنترنت..

    عبدالعزيز: فالنوحد دعائنا للمسلمين..

    ابو مهدي: هناك تدوينة سابقة عن هذا الموضوع بامكانك الرجوع إليها.. شكراً لك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.