من الذي أفقد المسئول حصافته؟!

مع إعلان نتائج لجنة التقصي في فاجعة سيول جدة بعد انتهاء نكبة الرياض والتي ذكرتني بمشاكل مخرج (13) التي لم تفارق ذهني أبداً، حاولت أن أتذكر كيف يكون شكل المسئول لدينا، وتذكرت أن البشت المقصب.. السيارة الفخمة.. السائق.. المكتب الفخم.. ومدير للمكتب الفخم.. ومدير مكتب لمدير المكتب الفخم.. والقهوجي.. وكلام موزون وثقيل، ومواعيد فين وفين من أجل لقاء أو مقابلة، كلها مجتمعة تجسد صورة المسئول في السابق!..

والآن تغيرت صورة المسئول بشكل كبير لم يعد ذلك الشخص المتزن والمتأني، بل أصبحت صورته قابله للاشتعال في أي وقت، وبدون مقدمات، يكفي أن تثار كلمة “فساد” حتى يتغير شكل المسئول السابق إلى شخص يحاول أن لا يقع من الكرسي ويقصم ظهره، يترنح.. يبحث عن مخرج.. يحاول جاداً أن يدرأ عنه كلمة “فساد” بكل ما أوتي من قوة، وخصوصاً إذا صدرت الكلمة من شخص له كلمة مسموعة، وفكر نير..

“فساد” كلمة من أربع أحرف ولكنها تقتل ملايين، وتفضح مسئولين خصوصاً بعد تراكمها في مجتمعنا وتبجح من يفعلها بأنه لن يحاسب، متناسي أن الله يمهل ولا يهمل..

“فساد” كلمة كانت لا تعني شيء للمسئول.. ولكنها الآن تقض مضجعه.. ترهبه.. تجعله يبحث هنا وهناك عن وسيلة لكي يذب التهمة عن نفسه، وحتى وهو لم يتهم!..

“فساد” كلمة تزهق أرواح الأبرياء.. وتنصف أرواحاً أخرى.. وتتفوق على أطباء فصل التوائم بفصل المسئولين المترهلين عن الكراسي البائسة..

“فساد” كلمة تخرج المسئول عن حصافته واتزانه ورزانته وكياسته..

4 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

3 تعليقات

  1. لك الله من رائع . .
    فقد أصبت عين الحقيقة
    وهذا كله تأثير الاعلام يالحبيب
    ولكن يبقى أمر النتائج محسوم
    الوزير في محله والمسؤل مكانه
    لا يتزحزحان وقد يقدم شخص أو اثنان
    ككبش فداء وتنتهي القضية يخسران المواطن الرهان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.