أمطار الرياض كلاكيت مرة أخرى..


* تذكروا معي حادثة العام الماضي في الرياض وتلك العاصفة الرملية التي غطت السماء قبل صلاة الظهر انعدمت خلالها الرؤية إلى بضعة أمتار، بعد العاصفة كانت أصابع الاتهام تشار إلى مصلحة الأرصاد ووزارة التربية والتعليم، لعدم تنبيه الناس، تلك الحادثة كانت منعطف خطير في تاريخ الرياض من جهة نظري، بل وحتى في تاريخ المملكة، فبعد ذلك أعطيت الصلاحيات لمدراء التعليم في المناطق لكي يأجلوا الدراسة متى ما أبدى الطقس وجهه الحزين..

* فعلاً خلال العام الماضي وشتاء هذا العام سمعنا عن توقف الدراسة ليوم أو يومين في أكثر من منطقة، وخصوصاً المناطق الشمالية من المملكة، وتصرف المسئولين في الرياض بتعليق الدراسة في الرياض جزء من هذا..

* خلال السنوات الماضية أغلب فترات العواصف الرملية التي تأتي للرياض كانت في الفترة المسائية فلا يشعر بها الناس، وإنما يستشعرون آثارها وبقاياها في الصباح، ومع تيك العاصفة والذي حدثت في الظهر انكشف القناع، وظهر للعيان أنه لا يوجد لدينا خطط لمواجهة وإدارة الكوارث..

* تذكروا معي حادثة السيارات الشهيرة بسبب الضباب في المنطقة الشرقية ماذا أفرزت لنا، وعي من المسئول ولكن بعد أن أزهقت أرواح، الآن على طريق الشرقية في كل منطقة متوقع أن تجد فيها ضباب لوحات ترشدك إلى تخفيف السرعة، عن نفسي وخلال العشر سنوات الماضي وخلال سفراتي المتكررة للشرقية لم أشاهد تيك اللوحات إلا بعد حادثة الضباب الشهيرة..

* ضباب الشرقية، غبار الرياض العام الماضي، أمطار جدة الحج الماضي، أمطار الرياض، كلها تنبأ بطقس سيكون مختلف خلال الأعوام القادمة، ترى هل يعي المسئولين ذلك ويراجعوا حساباتهم من الآن؟!..

* عندما كنت في وسط معمة الحدث قبل أمس، وتقريباً بعد السابعة مساءً وصلتني رسالة نصية نصها التالي “شاهد حصرياً أمطار غزيرة وبرد وبرق على الرياض”، متبوعة برقم للاشتراك في الخدمة، ترى هل تحول الأمر إلى متاجرة بمشاعر الناس؟!.

* قبل مدة جمعتني دورة تدريبية مع أحد العاملين في مصلحة الأرصاد، مسمى وظيفته “متنبأ طقس”، ضحكت بشكل هستيري عندما سمعت الاسم وسألته عن طريقة عملة وما هي مهامه، ليجيب أنه يقوم بتوقع الطقس في الغد ومن ثم تزويد الموقع الإلكتروني والجهات بتوقعاته، سألته كيف يبني توقعه؟، وقال أن ذلك يقوم على النماذج العددية، أعتقد أن النماذج العددية لن تجدي مع طقس متقلب جداً كالرياض، نشاهد في اليوم الواحد كل الفصول الأربعة..

* الذي استنتجته من كلام زميلي وحديثه أن قراءة الطقس أشبه بالتنجيم، مع أني لا أعتقد ذلك نهائياً لأنه من خلال قراءة صور الأقمار الصناعية وليس على المنطقة التي فيها فرع المصلحة وإنما على كامل مناطق المملكة، بل وحتى مناطق التأثير على طقسنا في أفريقيا ووسط أسيا وغيرها، ممكن أن تنتج قراءة صادقة لما سيكون عليه الطقس، والعلم لله..

* زميلي متنبأ الطقس يلقي اللوم على سكان الرياض دائماً بالرغم من أنه يعمل في فرع المدينة المنورة، يقول أن سكان الرياض غير واعين بما يكفي!، وضرب لي مثل بسكان الشرقية إذ قال أن سكان الدمام مثلاً إذا أرادوا أن يذهبوا للجبيل يتصلوا على فرع مصلحة الأرصاد ليتأكدوا من الطقس، بينما سكان الرياض حتى وهم كاشتين للثمامة أو الصمان لا يتأكدوا من الطقس وتكون المأساة، ترى هل إذا أردت الذهاب من مخرج (9) طريق الإمام والذي سقط فيه جزء من النفق يحتاج أن أتصل بمصلحة الأرصاد لأكون واعياً؟..

* أمطار الرياض لا أصنفها على أنها كارثة، ولكن تزامنها مع وقت ذروة خروج الناس من أعمالهم جعل منها كارثة، لذا كانت التلفيات كبيرة، فلو كانت في المساء ربما لم نشاهد إلا النزر اليسير منها، لأنه وببساطة اختفت أغلب آثارها في الصباح باستثناء طريق الإمام ونفق العليا..

3 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.