ساعة تلفزيونية


(1)
فترة العصر هذه الأيام طويلة جداً فنحن في منتصف الصيف، وهناك من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب ما يقل عن الثلاث ساعات بقليل، أو بالتحديد ثلاث ساعات تلفزيونية، وهذا ألقى بظلاله على معدي البرامج في القنوات الفضائية، فوقت المتابعة المسائية محدود أمام وقت النهار الطويل، ونستطيع أن نقول أن فترة الإعادات خلال وقت المشاهدة الأعلى (السحور) انتهت أمام زخم البرامج التلفزيونية.

(2)
القنوات الفضائية في العادة تكون محجبة قبل الأذان ليس لأنها تريد، بل لأن المشاهدين يريدون ذلك، فالصائمون يحاولون أن يبتعدوا عن سقط القول وسوء الفعل، ولكن بعد الأذان يكون الوضع مختلفاً جداً، فهم يريدون البهجة والسرور، وكأن هذه الأخيرة لا تتحقق إلا بالرقص والردح والضحك.

(3)
هل قناة الأم بي سي في مأزق هذا العام خلال فترة العرض الرئيسية؟، هذا السؤال دار في خاطري كثيراً بعد أن أعلن ثنائي طاش عدم رغبتهم في العمل معاً، أو بالأحرى عدم رغبتهم في تقديم مسلسل طاش هذا العام، خلاف ذلك وكما أسلفت طول فترة العصر وضيق الفترة المسائية تجبر معدي البرامج على تغيير جدول البث، فشاهدنا كيف قدمت أم بي سي فترة عرض خواطر إلى قبل الأذان أو تحديداً خلال العصر، مع إن مشاهدة خواطر من وجهة نظري كبرنامج محفز هو بعد الأذان، أيضاً وضع مسلسل واي فاي في فترة العرض الرئيسية بعد المغرب أضعف القناة كثيراً، فتقليد الشخصيات لم يعد عملاً جاذباً.

(4)
نعم باعتقادي أن أم بي سي (MBC) فشلت هذا العام في انتقاء المناسب للعرض بعد المغرب، فاعتقادي لو وضعت مسلسل (عمر) في ذلك الوقت لكان أكثر مشاهدة من غيره، خصوصاً وأنه هو العمل الذي تعول عليه أم بي سي هذا العام مع كل الضوضاء التي صاحبته.

(5)
ليس مسمى (طاش) هو ما يجذبنا لمتابعة الثنائي القصبي والسدحان كل عام، وإنما هامش الحرية الأعلى وجودة العمل مع كل عيوبه، وأيضاً تجسيدهم لشخصيات حقيقة من المجتمع السعودي، فعندما قدما عمل “عيال قريه” تابعناه لأنه جسد واقعنا، ونقد لنا تصرفاتنا بشكل قريب للنفس وغير مزعج.

(6)
تجولت خلال فترة العرض الرئيسي بين القنوات فلم أجد ما يستحق المشاهدة بعد (طاش)، فلا عمل تستطيع أن تستشرف منه نضوج يستحق المتابعة، فإما طول في الجمل الحوارية كالموجودة في (سكتم بكتم)، وإما تجسيد لشخصيات لا نرغب بمتابعتها كمسلسل (طالع نازل)، أو سماجة في الأداء وسخافة في الحوار كبعض الأعمال الأخرى، بالنسبة لي أفضل طاش مع كل عيوبه على البقية.

(7)
تابعت أول حلقتين من المسلسل الكرتوني (طاش عيال) جميل في فكرته وأداءه، فهو يجسد الواقع، وليس تعود على الشخصيات، وإنما جودة في الحوار، وحبكة للفكرة، وذات كتاب الحلقات الذين يعلمون جيداً المجتمع السعودي بكل عيوبه.

(8)
بالنسبة لي لا يوجد ما يستحق المشاهدة خلال وقت العرض الرئيسي لذا قررت أن أنظم إلى مجموعة الفيسبوك (لن أتسلسل) التي كانت قبل سنوات وتدعوا إلى مقاطعة مشاهدة التلفاز خلال رمضان.. 🙂

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.