“اسمي خان”.. فهل أنا إرهابي؟!..


“اسمي خان” هو الفيلم الذي شاهدته بالأمس، وقصته تروي حكاية رجل مسلم تزوج من فتاة هندوسية ويريد أن يقابل الرئيس الأمريكي ليقول له “اسمي خان.. وأنا لست إرهابياً”، لا أريد أن أخوض في تفاصيل الفيلم لكي لا أفقدكم لذة متابعته، وإنما جل ما أريد أن إيصاله لكم هل العالم كله على باطل ونحن فقط على حق.. هل نحن فعلاً إرهابيون؟.

لم أود التطرق لهذا الموضوع من قبل وكنت أحاول جاهداً أن أدافع عن العنف الموجه لنا في كل مكان حول العالم بدون أن يراعوا أن أصابع اليد ليست سواسية والبشر أيضاً كذلك من كل جنس ولون ليسوا سواسية.

تقبلت فكرة أن البشر إما طيبون أو أشرار وهذا ما قدمه الفيلم ببساطة، وتحاول أن تقدمه كل المسلسلات الكرتونية منذ قديم الأزل مثل “غرادنيزر” و “بيونيك سيكس” إن كنتم تذكرونهم، بدون أن يكون للعرق أو الدين دخل في ذلك، ولكن للأسف نحن كمسلمين لم نحاول أن نتقبل العالم ونقدم لهم صوراً حسنة عنا، نحن واجهناهم بالتكفير، ومثل ما اليهود يقدمون أنفسهم بأنهم شعب الله المختار، نحن نقدم أنفسنا على أننا فقط من سيدخل الجنة، مع أننا متأكدين من أننا لن ندخلها إلا بإرادة ورحمة الرحمن.

قلتها قبل ذلك نحن نطالب بحوار الأديان ومع ذلك لا نعي أن الحوار معناه تقبل الدين الآخر بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، ومع ذلك نحن نحاور الأديان لنغيرها وليس لنتقبلها، وفوق كل ذلك لا نحاول أن نتقبل المذاهب الاسلامية الأخرى، فهم من ألد الأعداء، ولا ينطبق هذا على السنة فقط بل حتى الشيعة وغيرهم من المذاهب الأخرى.

في إحدى رحلاتي الطويلة ولا أريد أذكر الأسماء أو الأماكن ولا الجنسيات، من أول يوم وصلت فيه إلى ذلك المكان غير المسلم استقبلني الشقيق العربي (ن) والشقيقة العربية (م) وكانت النصيحة الأولى ابتعد عن غير المسلمين لا ترد عليهم التحية ولا تخالطهم ولا حتى تبتسم لهم، كنت حينها صغيراً، ولم أكن بجرأتي الآن، وافقتهم ولكن من اليوم التالي قال لي صديق الدراسة (م) وهو عربي أيضاً، غير المسلمين لطفاء معنا ويبتسمون لنا فلماذا نعاديهم؟، وفي النهاية ماذا قدم الشقيق (ن) والشقيقة (م) للإسلام سوى التضييق على المسلمين الذين جاوا من بعدنا لنفس المكان..

كانت هذه الأفعال قبل الحادي عشر من سبتمبر التي عانى منها الجميع (مسلم – مسيحي – هندوسي – .. وغيرهم)، أتذكر جيداً صديقنا العربي الآخر وإمامنا في صلاة الجمعة كيف كان يتباهى بسرقة منشفة من الفندق الذي يسكن فيه، أو محاسبة سائق الباص بأقل من المبلغ المطلوب، فقط لأن الأسلوب في تيك المدينة يعتمد على الثقة المتبادلة بين الجميع، فتخيلوا أن في الباص سبورة إلكترونية تعرض المبلغ المطلوب منك للتوصيلة وأنت تضع النقود والتذكرة في صندوق بجوار سائق الباص بدون أن يعد هو المال، ومع ذلك لم نتقيد بالأمانة التي أوجبها علينا الدين، وغيرنا من غير المسلمين متقيدون بذلك..

للأسف في أيام عزنا لم نحاول أن نقدم للآخر صورة حسنة عنا، بل صورنا أنفسنا كأعداء للأنسانية بما نقوم به في أوطاننا وخارجها، لذا تقبل العالم أجمع فكرة أننا إرهابيون ببساطة..

حتى بعد أحداث سبتمبر لم نقدم أنفسنا بشكل يرضينا أو يرضى به الله عنا، فهل نحن إرهابيون؟..

همسة
السينما هي أسرع طريقة لتقديم ثقافتك للعالم، وهذا ما قدمه الفيلم ببساطة متناهية وبدون تشويش، فمتى يعي محاربيها في بلدي ذلك، شكراً لمن نصحني بمشاهدة الفيلم..

2 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

3 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله

    صراحة شوقتني لمشاهدة الفيلم اما الإرهاب مشكلة عالمية وليست مرتبطة بدين او عرق او لون او جنسية

  2. الفيلم حقق نجاح هائل
    ففي كل مكان أجدهم يتحدثون عنه
    للأسف اقتنيت السي دي من فترة لكنني لم أجده 🙁
    اصبح لدي حماس كبير لمشاهدته
    تقريرك رائع ، شَرَحَ فكرة الفيلم بوضوح .. أشكرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.