نكشت شعرها ووضعت توكه مزكرشة؟!..


منذ أن عدت من سفرتي الصيفية وأنا أعاني من إحباط شديد، وعدم رغبة بالخروج من المنزل، وأحياناً أشعر بأني مجبر على الذهاب للعمل..
كل ما خرجت ورأيت من حولي من قادة المركبات، وشبابنا الذي لا يستحق الحرية، شعرت بمزيد من الرغبة في الجلوس على الأريكة في المنزل والتنقل بين القنوات الفضائية فهي أريح من المعاناة خارج المنزل، ليس بسبب الحر وإنما بسبب تصرفاتنا نحن التي تسيء للبلد أكثر مما تفيده..

ليست هذه المرة الأولى التي أعاني فيها من هذا الشعور بعد السفر، ولكنها المرة الأولى التي تستمر الحالة طوال هذه المدة، فهي عادة ما تستمر ليومين أو ثلاثة وربما أسبوعا، أما أن تبقى لأكثر من أسبوعين فهذا شيء مرعب بالنسبة لي..

مساء أمس الخميس بدأت ملامح انفراجه سرعان ما عدت بعدها لمثل حالي السابق، فما الذي حدث؟.. سؤال مهم سأروي لكم تفاصيله هنا..

قررت بالأمس أن أذهب مع عائلتي إلى أحد مقاهي العليا، لاحتساء القهوة وتناول قطعاً من الحلوى المعتبرة والتي ربما تزيح عنا شيئاً من العناء الذي يرافقني من فترة، أوقفت سيارتي أمام المقهى، وكانت قبلي قد اصطفت سيارة جيب نزلت منها ثلاث فتيات ودخلن المقهى، طفلتي الصغيرة تأخرت في النزول من السيارة قليلاً، فإذا بسيارة أخرى تصطف خلف سيارتي وينزل منها ثلاثة شباب ويدخلون قبلي إلى المقهى..

دخلت المقهى بعدهم فإذا بالشباب يتحدثون إلى عامل المقهى ومن ثم صعدوا للدور الأول أما إحدى الفتيات أطلت برأسها غير محجبة من داخل دورة المياه النسائية ومن ثم عادت إليها.. وبعد قليل خرجت وصعدت للطابق الأعلى، سألت العامل عن سبب وجود الشباب في قسم العائلات فأجاب بأنهم ينتظرون عائلتهم، عند ذلك لمحت فتاتين قد خرجتا من دورة المياه النسائية وتوجهناً للطابق الأول، جلست قليلاً في الطابق الأرضي ومن ثم شعرت أنه يجب أن أصعد للطابق الأعلى.. ففعلت ذلك..

من عادتي أني لا أجلس مع عائلتي في جلسة مغلقة إلا قليلاً، وعندما صعدت للطابق الأول لم يعجب عامل المقهى ذلك، حاول أن يضع الحاجز أمام جلستي ورفضت ذلك، ولكنه لم يفقد الأمل فمع كل طلب يحضره لجلستي يحاول أن يضع الحاجز وأنا أرفض بشدة…

الوضع في الطابق الأول ليس قريباً من الرومانسية ولا يمت لها إطلاقاً بأي صلة، وإنما هو أشبه بفيلم أكشن ورعب، فقد جلس الشباب الثلاثة في جلسة وقد غطيت بحاجز، وجلست البنات الثلاث في جلسة مجاورة وغطيت أيضاً بحاجز، إحدى الفتيات وهي أطولهن وأنحفهن نزلت للطابق الأرضي، أما الفتاة الثانية وهي أقصرهن وأسمنهن فقد خرجت من جلست الفتيات غير محجبة ودخلت إلى جلست الشباب لأسمع ضحكات وقهقهات وكلام لا يجدر أن يسمع، وما هي إلا دقائق حتى خرجت الفتاة من جلست الشباب ودخلت جلست الفتيات ومن ثم تحجبت ونزلت إلى الطابق الأرضي لتصعد الطويلة إلى الجلسة، وتخرج فتاة بين الاثنتين في الحجم وقد نكشت شعرها ووضعت توكه حمراء مزكرشة ودخلت جلست الشباب، وهذه الوضع استمر لما يقرب من الأربعين دقيقة، فتاة تنزل في الطابق الأرضي للمراقبة وأخرى في جلست الفتيات تجهز نفسها للقاء والثالثة مع الشباب بعد أن نكشت شعرها، وبعد ذلك خرج الشباب ومن ثم تحجبت الفتيات ورحلن من المكان..

لن أتساءل هنا عن الأهل وأين مراقبتهم لبناتهم؟، ولن أقول أين الوازع الديني للشباب؟ ولماذا لم يخافوا على أخواتهم؟، وإنما سأقول لهؤلاء الستة هل هذا هو جو الغزل والرومانسية الذي تحلمون به؟، هل هذه هي دقائق الغرام الذي جلست أشهر عديدة تجرون المكالمات الهاتفية من أجلها؟.. سحقاً لكم ولما تبحثون عنه..

هذه عينة من شبابنا وبناتنا والتي تبحث عن لعبة ليتسلون بها، لا أريد أن أبحث عن المدينة الفاضلة فيهم، فبالطبع لن أجدها!، ولن أحلم بها في مجتمعنا، ولن أبحث عن مدينة الأحلام والخيال فهم لا يستحقون أن يعيشوا فيها!، ولن أقول أين الهيئة ودورها فلن يستطيعون إنكار كل المنكرات التي تقع حولنا، وإنما أريد أن أعرف فقط شعور الفتاة التي يتشارك ثلاثة شباب في الجلوس معها والتغزل فيها وهم يريدون منها نفس الأمر الذي يجدونه في كل سفرة مع فتاة ليل خارج حدود الوطن، أريد أن أعرف هذا الشعور البغيض الذي أكرهه..

هل هذا يا سادة هو احترامنا لأنفسنا وعقول بناتنا؟..

هل هذا يا شباب الوطن هو ما تبحثون عنه في فتيات المستقبل؟، هل هذه هي الرومانسية التي لم تجدونها في بنات الملاهي الليلية خارج الوطن، هل هذا هو الأمل فيكم؟.. أعتقد أنكم أسوأ مثال لشباب وبنات الوطن..

لا أعتقد إطلاقاً أن هؤلاء من الطبقة المخملية في البلد، إنهم نتاج ضعف وعجز من النفس قبل الأسرة، ومن الأصدقاء قبل المجتمع..

لا أريد أن يقول أحد أين دورك ولماذا لم تنكر المنكر بنفسك؟، فأنا لن أعرض نفسي للدخول مع هؤلاء في متاهة وهم لم يبالوا في الأساس بالمجتمع ولم يحترموا المكان المخصص للعائلات إطلاقاً، ولن أنكر بيدي فهذا ليس دوري؟!، بل سأتركهم ليفعلوا ما يريدونه فهم أسوأ من أن أوسخ يدي في الإشارة إليهم..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

19 تعليق

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
    اخي محمد اين دورك في الموضوع اه صح عرفت انت تشاهد المنكر قصدي الفلم بهدوء يا اخ محمد اما ان لا تكتب في مثل هذا الموضوع او لابد لكن من وقفه صريحه مع نفسك
    دمت في حفظ الله
    اخوك عبدالعزيز

  2. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظييم
    الحمد لله الذي عافنا ممن ابتلاهم به
    لا يا ابوسطام كان بامكانك تنكر ولو بالسانك اذا ما قدرت كان اتصلت علي الهيئه
    لان المنظر من وصفك شكله مره مقزز

  3. عبدالعزيز:
    ماذا تريدني أن أفعل؟..
    هل أذهب وأضربهم، أعتقد هذا ليس دوري..
    هناك جهات هذا دورها ومن حقها أن تأدي ما هو مطلوب منها بدون تدخل من شخص عادي مثلي، أنا أنكرت المنكر بقلبي ومن ثم هنا بقلمي، وغير ذلك لست مخول بفعله..
    شكراً لك..

  4. لو علمت انهم يحبون بصدق لوضعت لهم الأعذار و لكن من

    يحب لن يشارك حبيبته مع اثنين آخرين

    لا حول و لا قوة الا بالله أناس مقرفين بحق

  5. هذا غيض من فيض …

    هؤلاء تجمعوا بإرادتهم الخاصة ..

    مابالك بمن يستغل احتياج الفتيات إلى الوظائف ويدعهن إلى عمل أشياء قد لاتتصورها
    اذهب إلى الشركات الأهلية وأسال الموظفات هناك عن استغلال المدراء ..
    ومن ثم اكتب عنها شيئا في مدونتك ..

  6. جزاك الله خير أبو سطام ..

    لكن كان بالإمكان الاتصال على الهيئة
    وبذلك تحصل على خيرين :
    الأول: إنكار المنكر .
    والآخر : الرفة بشباب وبنات الوطن وإنقاذهم مما هم فيه عن طريق الهيئة ..
    عالعموم موقفك أعتبره صحيح بعدم الكلام معهم خاصة وأنه معك زوجكم المصون حرسها الله .
    —–
    يبدو أن هناك خطأ مطبعي -غير مقصود طبعًا- فكلمة سفرت تكتب هكذا : سفرة ..

    دمت موفقًا مسددًا ..

  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

    بدايةً أهنئك على أسلوبك الراقي في الكتابة وانتقاءك للألفاظ المناسبة .

    كوني ببلد أكثر انفتاحاً أو ربما ما يسميها البعض بحرية , نرى الكثير الكثير من هذه الامور التافهة والسخيفة ونصمت , ليس لشي وانما لاننا لا نملك هيئةً مثلكم ولا شي ونحن جيرانكم إن فهمت قصدي : )

    وللأسف كثير من الشباب والبنات وربما ليس بمواطن يأتي لبلدنا ويفعل مالا يستطيع فعله ببلده !
    او حتى مع بناتنا وللأسف قليلات الاصل , وناقصات العقل والشرف تجذبهن مثل هذه التوافه !

    لن أطيل ,
    لكنني اتفق معك في موقفك
    فكونك لم تفعل شيئاً أزاء ذلك .. دعني أوضح أمراً للمارين هنا !
    انتم في مقهى عائلات حسناً لم نختلف لكن لابد من وجود رقابة متخفية عندكم

    واما العبء الاكبر يكون على هؤلاء الشباب والبنات الاغبياء .. !

    اشكرك مرة أخرى لطرحك ,
    تقبل ردي ومروري , أختك

  8. نوفه، فهد: شكراً على المرور..

    محمد أبوحيمد: الاستغلال للفتيات موجود في كل الأمور بدأ من الهاتف وفي كل نواحي الحياة، ولكن الفتاة المتمسكة بتعاليم دينها لا تغريها مثل هذه الأمور..

    الغايب الحاظر: شكراً على التوضيح..

    BHR Girl: للأسف ما قلتيه صحيح وأنا أتفهم وضع ووضع بلدكم العزيز على قلوبنا، وليس كل بناتنا وشبابنا بهذا السوء، هناك عينة منهم يتوقون لفعل المنكر، أسأل الله لهم الهداية، شكراً على مرورك..

  9. الله يهدي على النـــاس ويستر عليهم

    بس لو سألت نفسك لماذا يفعلون هذا
    أين الخطأ من الشباب أو البنات ؟!
    ضعف وازع ديني , أو جهــل
    الدولة أم الأسرة أم المجتمع ككل هو السبب

    عمري 21 سنــة وبالكويت
    وكل يوم أشوف الهوائل والعجائب
    لكن لا حياة لمن تنادي

  10. شي طبيعي حصول مثل هالامور في ظل ازدياد الفساد بشكل مخيف
    لو كل بنت احترمت نفسها وخافت ربها مراح يلاقي الشباب اي سبيل للوصول اليهم لو ايش ما عملوا
    وبالتالي راح يسارع كثير من الشباب بالزواج للحصول على الرومانسيه الحقيقه لتعذر الحصول عليها خارج اطار الزواج
    اليوم لقاءات في المقاهي .. وبكره شقق مفروشه
    ياهي جهنم بتشبع فيكم صح (:

  11. اللي صار كله تسليه .. ولعب لا غير ..
    الاشكال هذي هي اللي شوهت شكل الحب .. وجعلته ذنب لا يغفر !
    ما نقول غير الهدايه من ربي .. ما اتوقع بنت بنفسيه سليمه ترضى على نفسها اللي صار ..

  12. عذراً يا عابر ..

    لستُ مُتحيزة للبنت !
    لكن ,
    هُناك مسؤولية تُلقى على عاتق الشاب أيضاً !

    وكون البنت رخيصة , لا يعطي الشاب دافع او سبب لاستغلال ذلك !
    بقدر العبء على البنت , يكون العبء على الرجل !
    أليس له من الوقت الكافي أن يضع اخته , أمه , أو إحدى قريباته مكان البنت التي يستغلها او يرضى ان يكون لها ذلك !

    حتى وإن كانت اخته اعف العفاف ومحتشمة لايدري بمغريات الدنيا !
    ومثل ماترضى هالشي لاختك لا ترضاه لبنات الناس !

    استميحك عذراً على تدخلي اخ محمد الخلفي ,

    واطيب تحية ..

  13. نكأتَ جُرحًا أصبحَ دائِم الإيغار في نفوسنا ..

    أستاذي الموقّر ، من لَم يكن الموتُ له واعِظ فما لهُ من موعِظة .. !

    وجهة خَطر 🙂

  14. FlAmEnGoO__BoY: في كل مكان وليس فقط عندنا، وإنما الفرق بيننا وغيرنا أنها هنا تمارس تحت الظل فلا تعرف من السوي من غيره..

    عابر: لا تقع المسئولية فقط على البنات وإنما على الجميع، والوازع الديني مطلوب من الجميع.

    BHR Girl: أتفق معك..

    كأنّي هُنا، Norah: شكراً على المرور..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.