يا إمام الحرم إنهم يحرقون صدورنا..

في خطبة الجمعة أمس تحدث إمام الحرم المكي عن التدخين وقال عنه إنه آفة العصر وأشد خطراً من المخدرات كون أن تكاليف علاجه أكثر من أي مرض آخر..
تحدث إمام الحرم بإسهاب حول أخطار التدخين الصحية والشرعية والاقتصادية، ومن ثم عرج على ضرورة أن يتم تقييد بيع التدخين أو منعه..
ولي هنا ملاحظات متعددة حول موضوع التقييد فتخيلوا يا سادة أن أكثر المدخنين لدينا من صغار السن وإذا سألتهم عن سبب وقوعهم في التدخين تجدهم إما كانوا يبتاعونهم لأبائهم أو إخوانهم أو أقربائهم عندما كانوا صغارا، والسبب الثاني من رفقة السوء وهؤلاء يتواجدون حولنا في كل مكان وإن كان أغلبهم سقط في وحل التدخين أيام الإنتظار في حصص الفراغ في الجامعة.

تذكرت عندها عندما كنت في اليابان كان لا يسمح بأن يبتاع من هم دون العشرين أي أدوية أو خمور أو سجائر، ومن يخالف ذلك من أصحاب المحلات التجارية يتعرض للعقاب الصارم، وفي نفس الوقت هناك يوم في شهر فبراير من كل عام يتم الاحتفال فيه بمن جاوز العشرين من عمره، وهذا يعني أنه أصبح راشداً ومن الممكن أن يحصل على ما كان ممنوع عنه.
وفي دبي المدينة المجاورة لنا هناك مكان خاص بالمدخنين في المطار ولم أرى أحداً يدخن في غير هذا المكان، وهذا دليل على أنه هناك عقاب رادع لكل من تسول له نفسه مخالفة هذا القانون..
من وجهة نظري الخاصة جداً أعتقد أنه لمحاربة التدخين لا بد أولاً من منع التدخين في الأماكن والعامة وهذا موجود ولكنه غير مطبق إلا على الموظفين في نفس المكان، والمنع غير مجدي إلم توفر للمدخنين مكان يمارسون فيه عادتهم السيئة هذا أولاً، وثانياً لابد من منع بيع التدخين لمن هم دون العشرين ومعاقبة أولياء الأمور إن هم تساهلوا في ذلك، وإنزال اقسى العقوبات على الباعة، وثالثاً تحديد أماكن بيع الدخان في السوبر ماركت فقط أي المحلات الكبيرة، وأن لا يباع داخل الأحياء السكنية أو المحلات التي يرتادها صغار السن في الأحياء..
نعم يا إمام الحرم نحن عالم ثالث ينتشر فينا التدخين وغيره من العادات السيئة بسهولة، كوننا ننظم ولا نطبق، في مطار الملك خالد الدولي في الرياض تجد هناك من يدخن تحت لوحة ممنوع التدخين بدون أي إكتراث لمشاعر العامة، والسبب الأول لا مكان ليدخن فيه!، والثاني من أمن العقوبة أساء الأدب.
بالنسبة لي عندما يدخل مكتبي مدخن أشير له بأن يطفئ السيجارة وإلم يفعل لا أتحدث معه، ولكن لا أستطيع تطبيق ذلك في مكان عام فأكثر ما يغيضني عندما أكون في مجمع تجاري ويشعل السيجارة أحدهم بدون أي إحترام لمشاعري أو للأطفال الصغار معي، فلا أجد بداً من أن أغادر المكان لآخر.

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب