ما زلنا نتعامل مع أنفسنا بجهل؟!..

بداية العاصفة الترابية على مدينة الرياض
بالأمس كان يوماً كارثياً بكل ما تعنيه الكلمة، فلم نستطيع التعايش مع الحدث أو التعامل معه بمسئولية بدأً من الرئاسة العامة للأرصاد وانتهاءً بوزارة التربية والتعليم، فعندما أطلقت رئاسة الأرصاد كما تزعم تحذيراتها قالت “حالة جوية غير مستقرة” فكيف سنفهم هذه الجملة وهي فضفاضة تحتمل أكثر من معنى وقول!..

عندما تقول حالة جوية غير مستقرة ونحن في نهاية فصل الشتاء سيفهم المتعود على أجواءنا أنها تقلبات في درجات الحرارة، وعندما تضيف أن الرؤية ستنعدم فلا بد أن تتعامل مع الموضوع بجدية أكثر عن طريق المطالبة بإلغاء اليوم الدراسي، والإيعاز للجهات المسئولة بذلك، وليس الجهات الأمنية فقط.

قبل أن تصل العاصفة الترابية للرياض والتي تقدر مساحتها بأكثر من 300 كيلو متر عرضاً و1400 كيلو متر طولاً وبسرعة تصل إلى 50 كيلوا متر في الساعة وانعدام الرؤية إلى أقل من مترين، كانت رئاسة الأرصاد تستطيع تحديد وقت وصولها إلى كل منطقة من مناطق المملكة بناءً على المعطيات السابقة وبالتالي توجيه أماراة المنطقة إلى ضرورة إلغاء اليوم الدراسي التي ستكون فيه العاصفة في أوجها، بدلاً من أن نضع الطلبة وأولياء أمورهم ومدراء المدارس في خانة ضيقة جعلت مدينة الرياض اليوم أشبه بمدينة أشباح، فلم أرى تعاملاً منظماً لا من المسئولين ولا من المواطنين يدل على وعي وتقدير للأخطار، وهذا يبرر العدد الهائل للحوادث المرورية والذي زادت عن 210 حوادث..

هنا أتساءل هل ما قام به مدراء المدارس اليوم قرار صائب وذلك بإنهاء اليوم الدراسي في وقت ذروة العاصفة الترابية الساعة الثانية عشر ظهراً، أو أنه محاولة للتهرب من مسئولية هؤلاء الطلاب، وإلقاء المسئولية على عاتق أولياء الأمور الذين عانوا الأمرين من القرار الغير حكيم من جهة، ومن انعدام الرؤية من جهة أخرى، وتحمل الخطر محاولين إعادة أبنائهم للمنازل، أعتقد أن الأجدر لو منع الطلاب من الخروج من الفصول الدراسية ووفرت لهم حماية من تسرب الغبار إلى داخل الفصول، وبعد ذلك تجرى الاتصالات بأولياء الأمور وطمأنتهم وتنسيق أوقات انصرافهم سواءً كانت بحضور أولياء أمورهم أو بعد انتهاء ذروة العاصفة وعودة مستوى الرؤية إلى وضعها الطبيعي.

الآن وكما تشير الرئاسة العامة للأرصاد إلى أن العاصفة ستصل إلى المنطقة الجنوبية صباح الخميس أو يوم الجمعة فهل اتخذنا القرار المناسب بالنسبة لليوم الدراسي أو الأعمال في المدن والقرى التي ستجتاحها العاصفة خلال اليومين القادمين..

همسة..
زملائي المشتركين في خدمة الرسائل النصية القصيرة لأمانة مدينة الرياض وصلتهم تحذيرات بأن العاصفة الترابية وصلت لمحافظات منطقة الرياض، ومن ثم وصلت لمدينة الرياض، فهل هذا كافي أم أنهم مجرد رفع العتب يا أمانة الرياض؟!..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليقين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.