هلوسة..

تداعب خدي..
تحاول أن تحصل على أي شيء من شفتاي..
أبعدها بيدي ولكنها تعاود الكره مره تلو أخرى..
يا لصوتها المزعج.. أهذا هو مفهوم الحب..
أتريدين أن تحصلي على ما تريدين بالقوة وبدون مراعاة..

المشكلة أنها لا تمل من المحاولة..
أبعدتها عن وجهي.. عادت إلى صدري..
أبعدتها عن صدري.. ذهبت إلى رأسي..
أبعدتها عن رأسي.. بحثت عن مكان آخر في جسدي لترتمي عليه..

يا لك من مزعجة أيتها الذبابة، تأخذين ما تريدينه مني ومع ذلك لا أستطيع أن أستعيده أو حتى لا أستطيع منعك من الحصول عليه..
أتدرين كم أكرهك، ليس فقط للسبب السابق، ولكن لأنك تطيرين حرة، تنتقلين من جسد إلى آخر بدون قيود أو محرمات، وتحصلين على ما تريدين ولا يستطيع أحد أن يمنعك.. حتى أعتا القوانين..

كم تمنيت لو أقدر على الطيران مثلك، لكنت كل يوم في بلد، استمتع بروعة أجوائه، واستلذ بروائع طعامه، وأشاهد أجمل ممتلكاته، لن يستطيع أحد ثني عن ما أريد أن أفعل، ولن تقف في وجهي حدود أو عادات، سأطير بحرية، وأشاهد الأشياء من فوق بنرجسية، وسأقبل تيك الأوراق الخلابة المحتفظة برونقها فوق أغصان الأشجار، وليست التي رمتها رياح الخريف على قارعة الطريق..

رحمك الله يا ابن فرناس حاولت ولم تنجح، وليتك فعلتها لكنت وجدت لهذا المخلوق الضعيف الذي لا يستطيع أن يسترد ما تسلبه منه الذبابة مخرجاً وفرجاً للحرية الغير مقيدة بمكان أو زمان..
***
هلوسة تحت بطانية الشتاء بدرجة حرارة تصل للأربعين..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

3 تعليقات

  1. نفسي يوم واحد يجينا شتا زي الخلق! لما نبغى نتبرد نروج جنتنج والسلام! وياليته برد برد 😀
    مع اني ما احب البرد الصناعي زي المكيفات لكن أحب البرد الطبيعي والضباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.