مشاركة العقول

الاستفادة من تجارب الآخرين شيء إيجابي، فأنت عندما تسمع تجربة أحدهم وتستفيد منها، فكأنك شاركته في أفعاله وعقله، بل تفوقت عليه لأنك استفدت من تجربته واستثمرت في نفسك، وفي هذه التدوينة أخترت لكم مجموعة من الحكم التي أرى أنها تمثل حياتنا، وتصقل مهاراتنا وتجاربنا.

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “من غضب منك ولم يفعل فيك شراً، اختره صاحباً لك، فالغضب يفضح طينة البشر”، ومن يتأمل هذا القول يجد أنه عندما يغضب منك أحدهم، أخ أو صديق أو مدير أو زميل في العمل، ولم يتكلم في ظهرك، أو يحاول الإضرار بك، فهذا شخص ثق به وصاحبه، أما من عندما يغضب منك يظهر للناس أسوأ ما فيك، أو يحاول إلحاق الضرر بك، فهذا احذر منه وأبتعد عنه.

أما شيخنا الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله، والذي تشارك معنا مائدة رمضان لسنوات خلت يقول: “لا تقهر أحداً لتسعد نفسك، ولا تظلم شخصاً لتبرر أخطائك، حاول دائماً بناء سعادتك بعيداً عن آلام الناس”، فيا لها من درس حياتي بليغ، دائماً لا تحاول أن تسعد نفسك من خلال آلام وجراح غيرك، بل أسعد بدون أن يتأثر أحد، ففي العمل لا تبني طموحاتك على سحق الآخرين، وإنما حقق النجاح بجهدك واجتهادك، وبدون أن يخسر أحد، وشارك سعادتك ونجاحك مع الآخرين.

أما توماس أديسون فيقول: “يخسر الناس معظم الفرص التي تواجههم لأنها تأتيهم دائما بملابس العمل، فلا توجد فرص مجردة من الجهد إلا في الأحلام ولا يقابل الفرص في الأحلام إلا النيام”، لا شيء يتحقق بدون عمل، ولا نجاح يصنع بدون جهد، ومثابرة، ولا طموح يتحقق لمن ينام جل وقته، وإنما تستغل الفرص بالجد والاجتهاد، والعمل الدؤوب، أما التسويف فلن يحقق الطموح، وسيبقي الإنسان حبيس الأحلام التي لا تتحقق.

وفي التعامل مع الناس تقول ليزا كليباس: “منذ وقت طويل تعلمت أن لا أفسر ما أفعله للناس، لأن ذلك سيوهمهم للاعتقاد بأن لديهم الحق في معرفة كل ما أفعله”، وهنا تأكد أنك لست بحاجة لأن تشرح لأحد لماذا صنعت هذا، فليس لأحد حق في تقييم كيف تعيش حياتك، أو مشاركتك في قراراتك، تحتاج لأن تشاور الناس لتشاركهم في عقولهم، وإنما إبني قرارك على ما تراه هو الصواب، فأنت الوحيد القادر على اتخاذ القرار المناسب لحياتك.

وفي الحب يقول مارتن لوثر كينج: “اخترت الحب، لأن الكراهية عبء سيثقل صدري إن حملته”، ومع هذه المقولة تذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أشار لأصحابه بأنه سيدخل عليهم رجل من أهل الجنة، وأراد أحد الصحابة أن يرافقه ليعرف ما هو العمل الذي أوصله للجنة، فلم يجد في يومه ما يفوقهم في العمل الصالح، ليسأله الصحابي عن ذلك فيخبره “ما هو إلا ما قد رأيت، غير أني لا أبيت وفي قلبي غل على أحد من المسلمين، ولا أحسد أحدًا من المسلمين على شيء، أو خير آتاه الله إياه”، لذا الحب هو أساس الحياة، والكراهية لا تحقق لك ما تريد، بل ضررها عليك، فدائماً تغافل، وصفي قلبك، فستجد أنك أنت السعيد.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. طابت حياتك أخي محمد و أسعد 4ي الدنيا و الآخرة.
    ‏”لقد تعلمت ان السعادة الحقيقية هي ان ادخل السعادة إلى قلوب الآخرين”
    – عبدالرحمن السميط . رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.