الصاروخ الصيني.. إلى مقبرة “نيمو”

انتهت قصة الصاروخ الصيني الذي شغل العالم منذ 29 ابريل الماضي بسقوطه في مقبرة المركبات الفضائية في وسط المحيط الهادي، بعد أن تنوعت الآراء حول موقع سقوطه، وكان الخوف الأكبر أن يسقط في منطقة مأهولة بالسكان، والحمدالله انتهت رحلة الصاروخ الصيني بدون أي تأثير على البشر.

وقد يتساءل البعض عن مقبرة المركبات الفضائية هذه وأين تقع، وهل هي المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ على الأرض، وربما تستغربون إن عرفتم أنه تم اختيار منطقة نائية في وسط المحيط الهادي، أقرب منطقة يابسة لها تبعد 2400 كيلومتر، بالإضافة إلى محدودية الشحن البحري فيها، وتسمى مقبرة “نيمو”، أو مقبرة المركبات الفضائية، حيث تشير الأرقام إلى أنه تم التخلص من أكثر من 263 مركبة فضائية في هذا الموضع حتى عام 2016، ومن أهم المركبات محطة الفضاء السوفيتية السابقة “مير”، حيث يتم تفكيك أي مركبة فضائية تنتهي خدمتها ومن ثم ترسل لهذه المنطقة، ليحترق جزء منها من جراء الاحتكاك بالغلاف الجوي، والجزء المتبقي يقبر في المحيط الهادي.

ومن مشاهداتي على واقعة الصاروخ الصيني، هو استمرار الصين بالتجربة والمحاولة لتحقيق النجاح، بدون الاكتراث بما تقوله الدول الأخرى، فهي تحررت من جميع القيود، وتحاول الدخول في جميع المجالات، حتى لو تفشل في محاولة، فمن الفشل تأتي النجاحات، وهذا ما صنعته الصين، فهي تحاول الدخول لعالم الفضاء من خلال تأسيسها لإدارة الفضاء الصينية في عام 1993، وتم إعادة هيكلتها في عام 1998 بتفكيكها لشركات مملوكة للحكومة، والصاروخ الصيني الأخير “لونق مارش 5 بي” كان يحمل أحد الأجزاء الثلاثة لمحطة الفضاء الصينة والمزمع تركيبها على مدار العام، ليبدأ تشغيلها في عام 2022.

والصين استثمرت في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات للحاق بروسيا وأمريكا في هذا المجال، لذا أرسلت أول رائد فضاء في عام 2003، وأنزلت مركبة فضائية على القمر في 2019، وتخطط لإرسال روبوت صغير للمريخ خلال الأشهر القادمة.

الصين تبذل جهدها بشكل كبير، من خلال تدعيم أبحاث الفضاء، وارسال رواد الفضاء للاستكشاف، وبناء محطة فضائية لها، وهي باتت الآن ثالث أكبر قوة بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في علوم الفضاء، وربما تسبقهم قريباً، وربما يتحول الأمر إلى صراع تجاري بين هذه الدول من أجل بدء الرحلات الفضائية التجارية.

همسة

بالعلم تبنى الأمم..

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.