احد الزملاء الذين أثق بهم، كان يرغب في عمل تصحيح نظر، وبالفعل استشار طبيب العيون، ولكن الإجابة كانت مختلفة، حيث قال له الطبيب، عند وصولك لعمر الأربعين ستحتاج النظارة للقراءة، حتى لو أجريت عملية التصحيح، ونصحه الطبيب بعدم إجراء عملية التصحيح لهذا السبب.
أحد الأقرباء سمع النصيحة السابقة، ورفض إجراء عملية التصحيح، وبعد أن تجاوز عمره 60 سنة، قام بعملية تصحيح النظر بعد نصيحة طبيبه له، وهذا يختلف عن نصيحة الطبيب السابق، لذا وفي الاستشارات الطبية لا تأخذ نهائية بنصيحة يسديها طبيب لغيرك، فالحالة مختلفة والأمر متغير.
الطب يتغير ويتحسن، حتى أصبحت العمليات الجراحية تجرى عن بعد ومن خلال أجهزة الإنسان الآلي، ووزارة الصحة لم تواني جهداً في تفعيل التحول التقني في عملياتها الصحية، ولعلي أستشهد هنا بأسهل هذه الأعمال والتي تنصب في سياق ما افتتحت به التدوينة، وهو الاستشارات الطبية من خلال تطبيق صحتي.
تستطيع من خلال تطبيق صحتي أن تجري استشارة طبية مع طبيب متخصص، ولك حد أعلى للاستشارات في الشهر (ثلاث استشارات)، يقوم بها الطبيب بالتواصل الكتابي معك من خلال التطبيق، وأيضاً إذا استدعى الأمر هو يطلب أن تزوده ببعض الصور اللازمة للتشخيص الحالة، وبعدها سيقوم بإصدار وصفة طبية إلكترونية تستطيع زيارة الصيدلية والحصول على الأدوية.
التحولات التي تحدث في الصحة في السعودية تخبرنا بأن هناك تطور طبي كبير قادم، وليس أكثر دلالة على ذلك من تعامل وزارة الصحة مع جائحة كورونا، وسيطرتنا على الجائحة في مدة زمنية مناسبة، بالإضافة إلى عدداً من التطبيقات والتي تساعد في تبسيط الحياة للمواطن، ومن هذه التطبيقات تطبيق “قريبون” والذي يهدف لتقدم الاستشارات الطبية النفسية.
علاوة على ذلك نشاهد التكامل مع الجهات الحكومية الأخرى لتقديم خدمات إلكترونية موحدة، مثل فحص العمالة، وفحص النظر لقيادة السيارة، والإجازات المرضية وهذا بحد ذاته حقق راحة للمريض لا مثيل لها، من خلال تكامل وزارة الصحة مع وزارة الموارد البشرية لتصل الإجازة المرضية لجهة العمل مباشرة وبعد أن تصدر من الطبيب وبدون حاجة للأوراق.
التغير في وزارة الصحة الذي حدث خلال السنوات الماضية، يدعوا بأن نتفاءل بمستقبل أكثر تقدماً، وكل هذا من دعم برامج رؤية السعودية 2030، والتي حققنا فيها إنجاز يستحق الذكر في أول خمس سنوات منها، لذا أنا متشوق لأرى السعودية الجديدة بعد اكتمال عناصر رؤية السعودية 2030.
