أحلام خلف الأسوار الورقية

بالأمس وعلى جميع الصحف المحلية إعلان غلاف من أربع صفحات عن أعلى برج في العالم والذي سيسطع في سماء جدة بناءً على ما هو مكتوب، هذا الإعلان لم يعجبني جملة وتفصيلاً لأننا نعلن قبل التنفيذ ونتمادى بذكر الإنجازات بعد الإعلان لسنين طويلة وكل هذا لم يبدأ التنفيذ بعد..

أعلم أن الإعلان لشركة خاصة ورجل أعمال عالمي وله تجربة سابقة في برج المملكة في الرياض حيث بدأ وانتهي بسرعة قياسية، ولكن أيضاً الشركات الخاصة تتمادى في نسج الآمال والأحلام، فأين برج الفيصلية الثاني وأين الأبراج التي نسمع عنها أنها ستقام على امتداد طريق الملك فهد مجرد حبر على ورق..

أما عن المشاريع الحكومية فحدث ولا حرج ففي الرياض هناك مشروع مدينة التقنية والذي يقام في شمال الرياض وأعلن عنه من سنين ومع ذلك ما زال في طور الإنشاء، مع أنه في دبي عندما أعلن عن مدينة الإنترنت كانت الأعمال الإنشائية الأولية انتهت فعلياً ومن ثم بدأ التنفيذ واستأجرت الأماكن ورأت النور في مدة قصيرة جداً..

وأيضاً مشروع المركز المالي في الرياض بدأ فكرة لسنوات ومن ثم جهزت اللوحات الإرشادية على الطرق الرئيسية في البلاد وما إن تتبعها على الدائري الشمالي حتى تتوقع أن ترى مباني جديدة وجميلة وحركة تجارية إلا أنك تنصدم بمشاهدة أرض قاحلة لا ضلال فيها، وفي العام الماضي سورت الأرض ووضع لوحات خراسانية للدلالة على المشروع، وجهزت لوحة إعلانية كبيرة تحضن صورة للشكل النهائي للمشروع، وبين كل فترة وأخرى “يرتز” مسئول في الصحف اليومية للحديث عن المشروع في حي أن الأعمال الإنشائية لم تبدأ بعد ولا ندري متى ستبدأ..

وقس على ذلك مشروع القطار بين مدن المملكة وفي الرياض هل يستطيع أحد أن يحسب عدد السنوات التي أعلن عنها عن المشروع، وعدد السنوات التي رسيت فيها أعمال البنية التحتية، ومع كل هذه السنوات لم نرى حتى سكة حديدية ولو بطول متر واحد على أرض الواقع..

والمشاريع الأخرى كثيرة واقعياً لم تنفذ بعد بينما على الورق وضعت لها أحلام كبيرة وصورت على أنها الأمل للنجاة من كل الأزمات الاقتصادية..

الذي لم يعجبني في إعلان البرج هو أنه مجرد رسم تخيلي قبل البداية، وأمل سينضم للأبراج التي نسمع أنها ستقام في الرياض، في حين أن الواقع لا يحدثني إلا عن برجين موجودين فعلياً، والباقي مجرد تخيل، بينما تشاهد الواقع هناك في مكان آخر أضحى أعلى مبنى في العالم..

ربما نجحت بعض الشركات الخاصة في تنفيذ مشاريع حقيقية وسريعة، وفي مشاريع أخرى “مكانك سر”، بينما المشاريع الحكومية لم ينجح فيها أحد، فما هو السبب يا ترى؟..

استثني من ذلك مشاريع مكة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية فالأخيرة بدأت الأعمال الإنشائية الفعلية مع الإعلان وهذا يعود للشركة المنفذة للمشروع وخبرتها..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

6 تعليقات

  1. هناك الكثير من المشاريع التي تنفذ سوا في دبي او غيره ، لكن لايستفيد منها المواطن العادي بقدر ماهي لجلب الاستثمار لهوامير السوق العقاري ، المشكله في التاخير في المشاريع التنمويه التي تخدم الفرد كالسكنيه والمرافق الخدميه ، اتعس شي عندما يتضرر المواطنين البسطاء من عدم بنا اوالتاخر في استكمال مرفق حيوي مهم هم بحاجه له

    لكن المشاريع التمويه في دبي فهي تجذب الكثير من الاموال والاستثمار للبلد من الطبيعي ان تنجز بسرعه الريح ،
    لكن نبقي متشابهين كثيرا عندما نطالب هنا بانشاء مرفق خدمي في منطقه نائيه يتكبل اهلها مشقه السفر الى المدن المجاورة للحصول على الخدمه وتخيل لو كانت صحيه يعني مستشفي مثلا ويتلقى الاهالي الوعود بتنفيذ المبنى خلال سنوات وتمر العقود ولا شي .

  2. كما قلت المشاريع الحكومية لم ينجح فيها أحد..ربما الأجدر احيانا أن تُسند تلك المشاريع شركات عالمية..لها سمعتها..حينها ربما تتحق كل المشارع بسرعة..!
    شكرا لك

  3. عمي صاحب هذه المدونة لاتتعب حالك بالتفكيير بالمليارات اللي تبخرت في مشاريع وهمية عموما كلها 70 سنة وراح تزيين الأمور .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.