نساء خلف المقود

عندما حان الموعد المحدد لبدء قيادة النساء للسيارات، لم أرى في أول يومين أي سيدة تجلس خلف المقود، وقررت بعدها أن لا أتعمد الذهاب للأماكن التي تنتشر فيها قيادة النساء للسيارات، بل وقررت أن أحسب عدد الأيام حتى أرى سيدة تقود سيارتها بالصدفة، وفعلاً تحقق ذلك بعد ٣٥ يوم.

رأيت فتاة ومعها والدتها خرجن للتو من سوبرماركت، توقف احتراماً للموقف، وربما خوفاً من أذهب ضحية تهور فتاة، حتى ابتعدت السيارة، كان الشعور مختلفاً فهذه المرة الأولى منذ أن قدت السيارة أرى فيها فتاة تقود في الرياض، فلم نعتد هذا الأمر، انتهى الأمر وأكملت رحلتي، وبعدها تتولى الصدف لأرى سيدات خلف المقود، ليصبح اليوم من المعتاد رؤيتهن في الطرقات.

الجميل في الأمر أن النساء لم يعدن ينتظرن أحداً ليرحمهن، ويقضي ما يحتاجونه، بل أصبحن يؤدين أعمالهن بأنفسهن، ويساعدن رب الأسرة في أعباء المشاوير اليومية، بل أصبحت أرى عند مدرسة أبنائي أمهات يأتين بأنفسهن لإيصال الأبناء إلى المدرسة، وقد استغنت هذه السيدات عن السائق الذي كان يقتطع جزءً لا يستهان به من دخل الأسرة، وأيضاً لن يكون أميناً على الأبناء مثل الأم.

ونحن على مقربة من إتمام العام منذ بدء قيادة الجنس الناعم للسيارات، لم نشاهد أي خروج عن المألوف، ولم نشاهد أحداً يعترض سيارة سيدة، بل شاهدنا فوائد القرار الحكيم من قيادتنا الحكيمة، وأصبحت الطرقات ليست حكراً على أحد، فالحمد لله على ما وهبنا من نعم.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. رحم الله حالهن و اكرمهن بالعفاف و الجشمة و ستر عليهن خدمة الاهل شرف لاسيما اذا احتسب المرء قول الرسول صلى الله عليه و سلم «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» اهلك أمانه في عنقك، وأنت مسؤول عن دينها، فكن بركة وخيرًا لدينها، تفقد أحوالها الدينية، اسألها عن اتصالها بالقرآن الكريم وتابعها في محافظتها على الصلاة والتزامها باللباس الشرعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.