“نعيش المستقبل”


شدتني عبارة وضعت في آخر كتيب مدينة الحلم، وقفت كثيراً أمامها متأملاً حجم الحلم، وصعوبته، ولكنه غير مستحيل، يجمع أطراف العالم في مدينة واحدة، فيها الكثير من الابداع، والكثير من الإصرار، والكثير من العزم والحزم، تلك المدينة التي لا تضاهيها مدينة، أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولسان حاله يقوم هذا هو المستقبل فاستقبلوه بهمة ونشاط.

في آخر الكتيب التعريفي لمدينة “نيوم”، كانت عبارة “نعيش المستقبل”، عبارة يصعب تصورها، ولا يفهما إلا الحالمين، الذين يرون في كل مجال فرصة، وفي كل تحدي طموح جديد، طموح يفتح آفاق جديدة للأبناء، ليبعد عنا هاجس نضوب النفط وانتهاء عصره، هاجس كنا نبتعد عن التفكير به، وحان الوقت لنقول بعد رحمة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى لم يعد هذا الهاجس موجوداً، في ظل وجود هذا الكم من المشاريع التي تحقق الرفاهية للمجتمع.

عندما زرت مدينة تبوك لأول مرة لتقديم ورقة عمل، قلت في بداية الحديث أن المدن تعرف من مطاراتها، وما شاهدته منذ أن وطأة أقدامي هذه المدينة يدل على أننا في مدينة ملهمة ومبدعة، مدينة هي عنوان الابداع، وهذا في اعتقادي كافياً ليكون اختيار موقع مدينة “نيوم” بالقرب منها، فعلاوة على الموقع الجغرافي المهم، ستكون المدينة مميزة في ابداعها ومتألقة في أحلامها وعالية في طموحها، فلا سقف للطموحات.

مشروع “نيوم” منطقة تقع بين ثلاث دول، ونحن في السعودية لا نصنع المستقبل لنا فقط، وإنما نشارك به غيرنا، ونشد عضدهم، ليعم الخير على الجميع، بمساحة إجمالية للمدينة تزيد عن 26 ألف كيلومتر، ويتميز الموقع بمناخه المعتدل طول أيام السنة، وتضاريسه المختلفة من شواطئ بحرية، وجمال شامخة، وصحراء شاسعة، بالإضافة إلى أن الموقع يربط ثلاث قارات آسيا، وإفريقيا وأوروبا من خلال البحر.

المنطقة تتميز بمواردها الطبيعية وهي ليست فقط نفط وغاز طبيعي، وإنما ثروة شمسية مستمرة، ورياح سرعتها مستمرة، وأيضاً معادن طبيعية، والمدينة تهدف إلى تطوير اقتصاديات حيوية، وستساعد المدينة بإذن الله للحد من التسرب الاقتصادي من المنطقة، وستكون بإذن الله أفضل مكان للعيش خلال السنوات القادمة.

مثل ما نجحنا في السعودية سابقاً في تأسيس أكبر شركة للبترول عالمياً وهي شركة أرامكو، ودعمنا الشركة بنجاح آخر من خلال الاستثمار في التعليم من خلال إنشاء جامعة متميزة ومبدعة وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأسسنا شركة متميزة مثل سابك، واستثمرنا مرة أخرى في التعليم من خلال إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهنا نحن اليوم نكمل طموحنا في ظل رؤية السعودية 2030 من خلال العديد من المشاريع الاقتصادية التي سيكون لها الأثر الأكبر.

همسة
بالتعليم ترقي الأمم

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.