الوردي حلو..


(1)
في رمضان تختلف الكثير من العادات، ومن أهمها أن الجميع يلتقي على سفرة واحدة فترة المغرب، وهذا لا يتحقق في بقية الشهور، والسبب في ذلك أن جميع العالم الاسلامي متفقين على موعد تناول الطعام، واتفاقهم بسبب ديني بحت وليس له علاقة في أي شيء آخر، أيضاً أن هذا الوقت أصبح محترماً من الجميع فلا تجد أعمال تسند في هذا الوقت، إلا ما احتاجت له الطبيعة الحياتية.

(2)
ومن جهة أخرى بدأت منذ سنوات قليلة تؤثر في مناطق محددة في المملكة بعض عادات وتقاليد مناطق أخرى، فنجد أن القريقيعان انتشر في الوسطى بالرغم من أنه محصور منذ زمن بعيد في نطاق المنطقة الشرقية والخليج العربي، وأيضاً هذا العام بدأ ينتشر بشكل ملاحظ موضوع “حفل الغبقة”، والذي هو أيضاً من عادات وتقاليد المنطقة الشرقية.

(3)
وفي المقابل لا يوفر التجار أي فرصة إلا تستغل بشكل كبير، فتجد في المحلات منذ بداية الثلث الثاني من رمضان العديد من المنتجات الخاصة بالقرقيعان، وهذا العام وعلى غير العادة بدلاً من بث الإعلانات التجارية الخاصة بالعيد، لاحظت أن الإعلانات بدأت تستهدف جلابيات رمضان، فساتين الغبقة، وفساتين العيد.

(4)
ولكن لماذا هذا التأثير الكبير لأهل الشرقية وعلى الرياض تحديداً، حاولت أن أجد أي اجابة مقنعة ولم أجد، فهل انتشار هذه العادات والتقاليد شمل المناطق الأخرى، لا توجد لدي أي اجابة أيضاً، فلم تتسنى لي الفرصة لزيارة بقية المناطق في رمضان والتأكد من مدى التأثير عليها، وأستطيع أن أتوقع سبب معين وهو قرب المسافة بين الرياض والشرقية، بالإضافة إلى كثرة العاملين من المنطقة الشرقية في الرياض.

(5)
وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت هي الأخرى لها تأثير أكبر، وربما تكون السبب الرئيسي في انتشار الثقافات وتنوعها، فسابقاً كانت التأثير محدود في المنطقة الجغرافية الواحدة بحكم عدم المقدرة على التنقل بسهولة، أم الآن فنستطيع معرفة ما يدور في أي مكان حول العالم من خريطة سناب شات.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.