ما أسهل التهنئة؟.. وما أصعب الفراق!..

* مرت الأيام الست الأولى من شهر شوال كانت جميلة كجمال طقس الرياض مساءً في أكتوبر الحالي، هواء عليل وبارد بعيداً عن حرارة الصيف وقريباً من برودة الشتاء، وإن كنت لا أطيق الأثنين..

* ما أسهل أن نردد التهتئة بالعيد للجميع لكل شخص بدون استثناء.. ولكن هل كانت التهنئة نابعة من القلب؟، هل هي صادقة فعلاً؟، هل ابتعدنا فعلياً عندما نطقناها عن كل ضغينة في قلوبنا؟.. سأجيب عن هذه الاسئلة بكل صدق مع نفسي قبل أن أكون صادقاً مع غيري..

في السنتين الماضيتين حاولت بكل جدية أن لا أقولها إلا لمن أشعر أنه يسعد بوجودي معه، ويرغب فعلاً في سماعها مني أو أن يسمعنيها، لم أزر ذلك البيت مؤخراً لأني شعرت بحجم الكره الذي يكنونه لي، عندما تمادى من كان فيه بكلام غير مباح وغير مستساغ في أحد المرات التي قدمت لهم التهنئة بالعيد، تجاهلتهم بعدها كما تجاهلت كثيراً غيرهم مع علمي بأني آثم على هذه الأفعال، ولكن فليسامحني الرب..

* كل ما أخشاه هو أن تضيع الأعمال والعبادات جراء تصرف كهذا، ولكن لن أدخل بيتاً لا أشعر بمحبة من فيه لشخصي، وليسامحني الرب على ما بدر مني..

* هذا العيد قابلت أناس كثيرة لم أكن أتمنى أن أشاهدهم مطلقاً.. ربما كنت أكن لهم كل المحبة والأحترام!، والآن عندما أقابلهم لا أشعر بأي رغبة في الاستمرار والمكوث في نفس المكان المتواجدين فيه!، من الصعب جداً أن تمحي كل المواقف التي حصلت بيني وبينهم سريعاً، ومن الصعب جداً أن أتقبلهم مرة أخرى..

* هذا العيد شعرت بسكينة تقطع قلبي إلى نصفين عندما ضاعت ابنتي في المسجد.. شعرت بعقارب الساعة تقف أمام.. شعرت بكل ويلات فلسطين.. وآلام العراق.. وصراخهم في افغانستان.. رأيت الموت أمام عيني ألف مرة ومرة.. ففي هذا المسجد صليت على ابني ولم أقبل التعازي فيه لأني أشعر أنه مايزال معي.. قريباً مني.. يسند عثرتي.. ويجيب دعوتي.. واليوم ابحث عن ابنتي فيه ولا أجدها..
عشرون دقيقة مرت كألف سنة.. كدت خلالها أن أفقد عقلي وأهيم على وجهي.. أبحث عن رباطة الجأش ولا أجدها.. إلى أن وجدت ابنتي.. عندها فقط عادت لي الحياة..

* صعبة هي الذكريات عندما ترتبط بذات المكان، في رمضان صليت في نفس المسجد.. كنت خلف الإمام.. تذكرت ابني عندما أدخلته للمغسلة المجاورة للمسجد، كان أبي بصحبتي والألم قد سكن في قلبي.. تذكرته عندما أدخل للمسجد لنصلي عليه، وعندما حملناه خارجاً للمقبرة.. لم أنسى كل تيك التفاصيل يوماً واحداً، ولا وجهك يا ابني..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

7 تعليقات

  1. حتى أنا في هذا العيد وبدون ترصد ولا تفكير وجدتني لا اأهنئ اي شخص يسم علي الا من احس انه يسمعها مني ويرد علي بأحر منها …
    هذا العيد حاولت ان الاحظ اعين من اسلم عليهم فأعرفة من خلالها من يفرح بالسلام علي ومن لاهمه الامر..

    رحم الله ابنك وحفظ عليك ابنتك…علما بان وجوه الموتى لاتغيب عنا لحظه…وجه امي لم يغادرني ليله العيد ولا صباحه…كنت احسها معي وابتسم

  2. أسأل الله الرحمة لابنك و الحفظ لابنتك و بإذن الله سيكون شفيعا لك يوم القيامة..
    ديننا يأمرنا بأن نطهر نفوسنا من الأحقاد و الأضغان ونكون نحن المبادرين في كل شيء..ولكن الأمر ليس سهلا كما يتصور البعض..
    لا أبرئ نفسي.. لذلك اشاركك نفس المشاعر..هناك أشخاص لا أتمنى رؤيتهم و لو رأيتهم لن أهنئهم..بل قد لا أسلم عليهم.. فمرآهم يرتبط بذكريات سيئة جدا لا أود استرجاعها..

  3. رحم الله أبنك .. وجعله .. من الشفعاء..
    وحفظ الله ابنتك .. وقر عينك بها ورزقك برها ..
    .
    .
    في ذات المكان في كل عيد أكون ..
    اتصبر كوني اتواجد في مكان لا أحبه ..
    ولكني أحاول جاهدة بباشة أن أقول عيدك سعيد ومبارك للجميع دون استثناء حتى أكفر عن غيابي عن ذات المكان أشهراً وأشهر ..
    بالرغم من أن الضيق يعتريني .. ولكني أشعر بأن الأمر سينتهي خاصة لو (صفيت النية) وأحتسبت الأجر ..
    ولجل عين تكرم بلد .. 🙂
    .
    .
    أحببت الحديث هنا .. فـ شكراً ..

  4. رحم الله إبنك و غفر لله و أسكنه فسيح جناته هو ووالدي وموتا المسلمين ..

    عيدي هذا العام ليس بعيد من دون والدي .. رحمة الله عليه ..

    نكره المجاملات و نكره أن نبتسم في وجه من يكل و يزيد علينا .. و أكره أن أزعج نفسي المطمئنة بتلك الشخصيات ..

    الله يعينا عليهم ..

    تحياتي ..

  5. الله يرحم ولدك وجعله الله شفيعاً لك يوم القيامةآمين
    والله يحفظ بنتك من كل مكروه آمين
    كل انسان لاتخلو اعماقه من هذه المشاعر تجاه من اساءوا اليه وجرحوا مشاعره لكن رأيي مختلف بهذا الخصوص فأنا قابلت كل من رأيته بابتسامة صادقة من اعماق قلبي ومصافحة وتبادلت القبلات وكلمة طيبة (كل سنة وانت طيب)فان كان حبيب قابلني باحسن منها وان كان عدو مات غيظاً لاني افضل منه وان كان مريضاً بالحسد بادلني بنظرات الاستهزاء لانه يظن انني ضعيفة ولو كنت قوية في نظره القاصر طبعاً لبادلته السلام ببرود لكنني بهذا التصرف الجميل ابغي رضا الله سبحانه وتعالى وان لا ادع في صحيفتي يوم القيامة سيئة بسبب اناس لايستحقون مجرد ان يمروا في ذاكرتي وان لا اضيع وقتي ولو دقيقة في التفكير بهم وخصوصاً في العيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.