“لا نحتاج المالَ”.. مجرد ثرثرة

لا نحتاج المال كي نزداد جمالا
منذ أن يصل المولود بحفظ من الله وسلامة، إلى هذه الدنيا، فنحن نرحب به بطرق مختلفة، ولكن المال هو الأساس في هذه الطريق، ابتداً من صرة النقود التي تضعها كبيرات السن في مهاده، إلى تقليعات نساء اليوم بأنواع الاستقبالات من حلويات وغيرها، ومن الأمور التي كلما زاد ثمنها كلما زادت قوة وجاهتها.

وبعد أن يبدأ الطفل يدرك بشكل بسيط ما حوله، نبدأ بتعليمه أنه ليس بالمال تشترى الحياة، ويبدأ في سماع الأنشودة الشهيرة: “لا لا.. لا نحتاج المال، كي نزداد جمالا، جوهرنا هنا، في القلب تلالا.. لا لا”، يبدأ الصغير بترديدها، وهو لا يعرف معني مال ولا معنى جمال، ما يعرفه ويفهمه ويعجبه هو النغم الصوتي في عبارة “لا لا”، ليتعلم بعدها أن يقول “لا” لكل شيء يطلب منه.

وبعد أن يكبر قليلاً هذا الصغير ويذهب مع والده ويأخذ قالب الحلوى الأول، يأخذه منه والده ليعلمه أنه يجب أن يدفع ثمنه، فليس هناك شيء مجاني، لا يستوعب الصغير ذلك، ولكن وبعد أن يعود قالب الحلوى له بعد أن قدم والده لصاحب المحل حفه من المال تبدأ الصورة الذهنية تتغير لدى الطفل، ومن ثم عندما يريد الطفل أن يذهب لمدينة الألعاب، أو يشاهد لعبة مع قريبه، ويريد أن يحصل عليها ليلعب بها قليلاً، تعلمه أمه أن أباه سيشتري له مثلها، فبالمال تكون الحياة.

يستمر الطفل في التعلم، إلى أن يصل لطلب المال من أبيه، وعندها فقط يكون قد ايقن أنه بالمال يمكن الحصول على كل شيء، فيتذكر من كان يعلمه أننا لان نحتاج المال، ويفهم أنه تجاوز زمن البراءة إلى زمن آخر، تحصل على كل شيء وأي شيء بالمال فقط لا غير، لتنتهي براءة الطفل وتبدأ بعدها دروس الحياة تتوالى عليه.

كلما كبرنا كلما أيقنا أنه بالمال نزداد جمالاً، حتى وإن قلنا عنه أنه “وسخ دنيا”، فأنت لا تستطيع عمل أي شيء بدون هذه الحفنة من الأوراق، والله سبحانه وتعالى قال “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، وكأن الكبار يسمعون انشودة المال مع أطفالهم بشكل مختلهم فهم يسمعونها “نعم نحتاج المال.. به نزداد جمالَ.. جوهرنا هنا.. في الجيب تلالا..”.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.