قريبتي والفيسبوك..


عندما تزور مجتمع الشبكات الاجتماعية يشة إنتباهك مدى الأريحية التي يتحلى بها هذا المجتمع بين الجنسين، فالفتاة والشاب يتكلمون بدون أي حواجز أو عوائق، ولا يوجد من يفترض السوء بينهم، مع أن الخلوة تتحقق في الرسائل الخاصة والمحادثات الجانبية وغيرها من الأساليب الأخرى، ومع ذلك لا يتخطى أحد الخطوط الحمراء.

ومن ذات السياق تجد أن هناك فتيات من الأقرباء سواءً كانت أبنة عم أو خال أو حتى قريبة من بعيد، تراسل قريبها الآخر، ويتعارفان ويتجاذبان أطراف الحديث، وربما يتحول الحديث إلى ماسنجر البلاك بيري أو برامج الحوار الأخرى، ولا يتعدى أي منهم حدود الأدب، بينما لو قابل الشاب هذه الفتاة وهي بصحبة شقيقها أو أباها أو زوجها أو حتى منفردة لما استطاع أحدهما أن يكلم الآخر.

يا ترى لماذا نفترض السوء عند اللقاء المباشر ولا نفترضه عند اللقاء الافتراضي، مع أن اللقاء الافتراضي ربما يتحول إلى حديث صوتي أو مرئي، هل لأنه يتم بدون رقابة من أولياء الأمور؟، أم لأننا نعرف الحدود جيداً عندما نتخاطب عن بعد؟، أعتقد أنه لا هذا ولا ذاك، وإنما هو الرغبة للهروب من كل قيود الواقع، والإقدام على تحدي جديد لا يعارضنا فيه أحد.

تناقض المجتمع بين الواقعي والافتراضي مسألة تدعو للتفكر، ففي أثناء الحوار الأفتراض الكل يحاول أن يلتزم بضوابط الأدب سواءً كان المقابل قريب أو غريب، ويكون الطرفان أيضاً في قمة السعادة على أنهما يتخطيان ضوابط المجتمع بدون الوقوع في المحضور.

كلا الطرفين في اللقاء الافتراضي يرغبان في ممارسة الحرية بعيداً عن ضغوط المجتمع، أو عين الرقيب، يخوضان هذا التحدي وهما يعلمان العواقب، ولكن الواقع لا يرضيهما، وما باليد تغييره، لذا تكون الحوارات الإفتراضية هي المنفى من الحياة الواقعية، الأدب يكون فيها عند أعلى حالاته، وتربية الوالدان تنعكس هنا لتظهر الأخلاق الحقيقية بكل تجرد وبدون تأثير رقابي.

بعض هذه اللقاءات الإفتراضية تتم بمعرفة أولياء الأمور، مثل التي تكون كأحاديث عابرة في تويتر، وعلاوة على ذلك يشارك أولياء الأمور في الحوار بدون أستهجان أو إنتقاد لجمل من قبيل (هههههههه) أو (اممممممممم) أو غيرها، ولكن عندما يأتي هذا القريب ليقابل ولي الأمر ومعه صاحبة الحوار في تويتر، نراى ولي الأمر ينهرها بقوة لكي تختفي عن ناظري هذا القريب الذي هو بمثابة شخص شيطاني.

إذا إستمرت اللقاءات الإفتراضية على هذا النحو، فلابد أن يأتي يوم ويتحرك فيه ما يدور في الخفاء ليظهر على السطح، ويعلم من كان يجهل أن القيود ستكسر بدون أن يكون له حول ولا قوة في نجدتها.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.