وانتصر طلال مداح..

غنى محمد عبده “ليلة خميس”، ولكن هذه الليلة شهدت حلقتها الأخيرة هذا الاسبوع باعتبار أن اسبوعنا هذا ثمان أيام، وأصبحت الآن مجرد ذكريات، سننقلها للأجيال ونحن نقول أنها كانت “فله”، بينما غنى طلال مداح “أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة”، وبقى طلال مداح لينتصر على رفيق دربه ويبقى ليتغنى الاجيال بها، فلله در طلال رحمه الله..

بالنسبة لي لم تشكل تحويل الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت أي عائق لي، فلسنوات خلت وأنا أعمل يوم الخميس وأحياناً أخرى يوم الجمعة، وربما حتى لو كان القرار بأن تكون الإجازة الأسبوعية مثل دول العالم يومي السبت والأحد، لن تشكل لي أي أختلاف.

أيضاً منذ أن أقرت الإجازة الاسبوعية لأول مرة في عام ١٣٩٥ هجري وهناك شريحة كبيرة مظلومة ولا تتمتع إلا بيوم إجازة واحد، وهم الأشخاص الذين يتطلب عملهم التوافق مع العالم الخارجي، وهم أكثر الناس استفادة من الاجازة الجديدة، ولهم الحق في ذلك.
بغض النظر عن فوائد إجازة الجمعة والسبت التجارية تبقى فوائدها العائلية مقدمة على التجارية وخاصة للأسر، فمن يعملون في البنوك ستستمتع عائلاتهم كثيراً بإجازة اليومين، ومن يعمولون من القطاعات الدبلوماسية أيضاً سيستفيدون من الإجازة ويصبح الجميع في فلك واحد ولا تفضل وظيفة على وظيفة.

لو سألت أي شخص يرغب في الهرب من العمل في القطاع الخاص إلى الحكومي لقال لك من أهم أسباب الهرب هو العمل إلى الثانية والنصف، وإجازة اليومين، وبالإجازة الجديدة ينتهي الفرق بين اجازة اليومين في أغلب القطاعات، وتبقى ساعات العمل هي القرار التالي الذي أنتظره بفارغ الصبر.

الخروج بقرار يضمن وقت ثابت لساعات العمل الرسمية في السعودية من شأنه أن يخلق منافع مختلفة من أهمها المنافع التي تعود على قطاع السياحة، وأيضاً اعتماد وقت ثابت لبداية ونهاية العمل في كافة المجالات الوظيفية، ولكافة القطاعات، يساعد على اقبال الشباب على العمل في وظائف يصعب توطينها، حيث أن ترك ساعات العمل مفتوحة لا يمكن طالب العمل من الحصول على حقه كاملاً، فالعمل من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية عشرة ظهراً، ومن ثم من الرابعة عصراً إلى الحادية عشرة مساءً لا يساعد على تحقيق التوطين بصورته المرضية.

تنظيم سوق العمل أولاً من شأنه أن يحافظ على اقبال المواطنين والمواطنات على حد سواء على الأعمال التي كانت لفترة طويلة حكراً لغير المواطنين، لا سيما والدولة تسعى جاهدة هذه الأيام لإبعاد مخالفي نظام الإقامة والذين كانوا لفترات ماضية يحصلون على دخول مجزية بدون أي التزامات مالية في الداخل.

فاصلة
السؤال الأخير هل سنبقى نقول “ليلة خميس دور لك ونيس”؟…

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.