جاري والساعة المجنونة..


لا بد وأنكم سمعتم بالساعة المجنونة، هذه الساعة قوة صوتها تقارب من أعلى صوت من الممكن أن يسمعه الإنسان، وعلاوة على ذلك هي تتحرك هنا وهنا فمن الصعب إيقافها إلا إذا أفقت من النوم بشكل كامل، وأسرع طريقة لتحديد مكان الساعة المجنونة هي أن تدور حول نفسك بسرعة، وبذلك تتحقق الغاية وتُفيق من النوم سريعاً..

سبب الحديث عن الساعة المجنونة أنني أعاني من مثلها، ولكن لا أستطيع إيقافها حتى لو درت حول نفسي ألف مره، ولا أستطيع أيضاً التحكم بتوقيتها، تخيلوا معي أن هذا المنبه يبدأ بالعمل الساعة الثانية فجراً ويستمر إلى الساعة التاسعة صباحاً، هو خارج منزلي.. ومع ذلك أسمع الصوت في حجرة نومي، وفي أيام الشتاء الباردة يعزف سيمفونيته ولا توجد مكيفات تخفف من حدة الصوت..

هذا المنبه هو “ديك جاري” صوته المزعج يجعلك تكره الدنيا كلها، أحياناً كثير أتمنى لو أن سطوح المنازل متقاربة مثل زمان حتى أصل لهذا الديك المزعج وأعمل منه “كبسة”، ولكن يبقى هذا الديك يختال بين دجاجاته، ويزمجر كالأسد كل يوم، وأنا أمنى نفسي بالتصبر على جاري وديكه..

أضع راسي على الوسادة في غير أيام رمضان بعد منتصف الليل، وما إن يعانق النوم أجفاني حتى يبدأ الديك بالصياح، أستيقظ مرعوباً من نومي، أنظر للساعة للتو وصلت إلى الثانية فجراً، أتذكر أنه ربما رأى ملكاً، أذكر الله.. وأعود للنوم، أقل من عشر دقائق ويصيح الديك من جديد، أستغفر ربك.. وألعن جاري.. وأدعو عليه بالهلاك هو وديكه.. وأعود للنوم، وأستمر أنا وهذا الديك إلى وقت صلاة الفجر..

في أيام الشتاء لا تستطيع نهائياً أن تنام بعد الفجر.. لعدم وجود وقت، لأن الصلاة تكون بعد الخامسة فجراً، ولتحاشي الزحام أتوجه للعمل السادسة والنصف، أما في أيام الصيف والتي يكون فيها وقت صلاة الفجر بعد الثالثة والنصف، أعود لأنام إلا أن الديك لا يرحمني ويستمر في الصياح، وأنا لا أملك إلا سب جاري ولعنه والدعاء عليه وعلى ديكه، ويبدو أن دعوتي غير مستجابة، فمن سبع سنوات وأنا على هذه الحالة، ولا أدري لماذا لم يمت الديك إلى الآن، وهذا جعلني أتأكد أن أجيال الديكه تعاقب.. وأنا بذلك الخاسر الوحيد..

في رمضان لا أنام إلا بعد صلاة الفجر ولا توجد معي إلا ثلاث ساعة ولكن هذا الديك أهلكه الله لا يدعني في حالي، وهذا الجار لم يربي ديكه جيداً، وربما حرمه من دجاجاته ليستمر بالصياح هكذا احتجاجاً على التعذيب، وأنا كعربي أصيل لا أملك حتى حق الشجب والاستنكار..

جاري العزيز مع وافر التحية والتقدير نحن في القرن الواحد والعشرين وأنت ما تزال تستخدم الديك كمنبه، وإذا كنت تربي الدجاجات وديكها لتبتعد عن دجاج الأسواق الكيميائية، فلا تزعج جارك، وأسكت ديكك، فقد مللت من إزعاجك..

هذا ما أحببت أن أحكيه لكم… فماذا لديكم لتحكوه لي؟..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

9 تعليقات

  1. السلام عليكم
    انا عندي ساكتون توي شاريه من محل (الرماية) اش رأيك نجربه ؟

  2. روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال: ” إذا سمعتم الديكة تصيح باليل فإنها رأت ملكًا فاسألوا الله تعالى من فضله، وإذا
    “.سمعتم نهيق الحمار فإنها رأت شيطانًا فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم

    الله يعينك

  3. – طيب انت الوحيد من الجيران اللي متأذي منه ب ولا في أحد غيرك؟؟

    – ياخي تفاهم مع جارك وانهي الموضوع

  4. عاد انا نفسي بساعه ترن كل ساعه تنطق الساعه كم وتقول الساعة الان كذا

    وناسه هذي الساعه تخليك تنظم وقتك صح وتحس بوقت الساعه ويتبرمج راسك مع الوقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.