قبلة وصفعة والبنت بيد أمها..


لم يتبادر لذهن كاسيس (حارس المنتخب الاسباني) أن أحد سينتقده سلباً عندما طبع قبلة على شفاه المذيعة الاسبانية (خطيبته) أثناء إجراء اللقاء معه بعد فوز أسبانيا بكأس العالم، أقدم على فعلته ولم يهتم، وفي النهاية حتى المحافظين في الدول العربية أعجبتهم أللفته الجميلة للأثني، بالرغم من أنها وقعت جهاراً وشاهدها العالم أجمع عبر الفضائيات واليوتيوب..

بينما لم يفكر اللاعب الجزائري بالعبارة التي نرددها كثيراً في المجتمعات العربية “ليس من الرجولة ضرب المرأة”، وأنزل كل غضبه على وجنة المذيعة الجزائرية وهي تجري معه الحوار بعد الخروج من كأس العالم، وكأننا كرجال عرب نحب أن نبادل الأنثى كل أنواع الاحتقار حتى وهي لا ناقة لها ولا جمل في الموضوع، فهل الرجل العربي دائماً ما يعلق فشلة على الأنثى؟..

الحارس الأسباني كاسيس كانت تقف خطيبته المذيعة دائماً خلف شباك مرماه تأيده تسانده وتساعده، وكأنها ورثت من أحضان الأندلس الحزينة عبارتنا العربية الشهيرة “وراء كل رجل عظيم امرأة”، وهذا الكاسيس يلتفت إليها بعد أبعاده بتميز للكرات وكأنه يهديها لها، ولم يحملها فشله في صد الكرات عندما تلج مرماه، مثل ما نفعل نحن العرب عندما نحمل الأنثى حتى فشلنا في أعمالنا، وينعكس مشاكل العمل على جو المنزل..

أعلم أن التعميم هو سلاح العاجز، ولا أريد أن أعمم حالة الحارس الأسباني على كل الغرب، واللاعب الجزائري على كل العرب، وإنما هناك من يحترم المرأة لدينا أكثر من احترام الغرب لها، بينما ما زال عند الغرب سوق رائجة لبائعات الهوى، ولكن هلا وقفنا قليلاً لقراءة متأنية لحال المرأة لدينا؟..

أعتقد أن احتقار المرأة يعتبر موروث في ثقافتنا منذ الأزل، فأجدادنا الجاهليون كانوا يتوارثون أمهاتهم وأخواتهم، وكانوا يدفنون بناتهم إلى أن أتى الإسلام وحرر المرأة من رقهم وعبوديتهم، والآن نحن المتعلمين المسلمين نزوج ابنة السابعة والتاسعة والرابعة عشرة بدون أن تراعى طفولتها وتقارن بجداتنا وهن لا يعرفن معنى الحياة المرفهة، ولم يستطع حتى الحقوقيون من سن قانون يجرم من يزوج ابنته وهي تحت الثامنة عشرة..

ومع ذلك نرى أن هناك من يعتبر ابنة السابعة والعشرون غير المتزوجة ليست راشدة بما يكفي لتتصرف بحرية بدون تقيد لها، بل هذا الشيء أصبح أمر راسخ في ذهن الفتاة السعودية، فتسمعها تردد العبارة المزعجة “البنت في يد أمها”، ترى لماذا هذه السطحية في التفكير؟، فمثل هذه الفتاة التي لا تثق بنفسها كيف ستبني أسرة، وتربي الأجيال القادمة؟..

سبق وقلت أنني لا مع أن يطالب رجل بحقوق المرأة، ولا أرى أن من حقه القيام بذلك، فالأفضل أن تناضل المرأة لتأخذ حقوقها المزعومة من أنياب الرجال، سواءً كان ذلك بالحسنى أو بالقوة لأنها هي المعنية بذلك..

مشكلتنا هنا مع المرأة مشكلة لا تستطيع أن تعرف بدايتها من نهايتها، ولن نستطيع أن نجد لها حلولاً ما دمنا نفكر بهذه الطريقة..

هذا ما أحببت أن أحكيه لكم… فماذا لديكم لتحكوه لي؟..

3 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

5 تعليقات

  1. انا اختلف معك في طرحك هذا مع انه واقعي جدا وللاسف الشديد …. لي عودة ان شاء الله

  2. المرأة حلال عليها أن تبيع الفصفص والالعاب النارية على رصيف السوق الشعبي … ومحرم عليها أن تبيع الملابس أو أن تصبح كاشير داخل السوق العصري …

  3. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اهلا اخي محمد و الشهر عليك و علينا و على المسلمين مبارك
    عزيزي محمد سأحكي لك ان ما نعيشه اليوم من نهضه و تطور جاء علينا وبالاً التجمعات التجاريه و الاسواق يقصد بها المرأه المنتزهات يقصد بها المرأه العمل في المستشفيات يقصد به المرأه في التعليم تقصد المرأه في الشارع تقصد المرأه ،المرأه التي ذكرت ان الاسلام حررها قيدتها الحضارة التي نعيشها و التي يريدونها سلعه تباع و تشترى حضاره شعارها الحرية و قيدت المرأه في الشكل و المنظر و اللباس! حينما تتكلم المرأه عن الاسلام يسكتون و حينما تقبل عشيقا يصفقون ويل لهم زرعوا العقيدة و الدين في كرة و جملوها بإخطبوط باسلوب ساذج وقح نحن لدينا الوجهه الاصح و لدينا البوصله يا اخي لا تنخدع بملبس الشوكولاته و انت لم تستطعمها.
    اخوك عبدالعزيز

  4. نحتاج وقت حتى يعي المجتمع أهمية دور المراة . لازالت العادات والتقاليد والتربية تسيطر علينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.