عادة سيئة يا مدير مكتب المدير العام..

مدير مكتب المدير العام (عبدالله) شخصية مرحة وحبابة، ولكن في بعض الأحيان يصبح شرس إلى أبعد الحدود، في أحد الأيام وأن أهم بالخروج من مكتب المدير العام وملامح وجهي تدل على الخروج من المعركة خاسراً كل شيء، قابلني (عبدالله) يسأل عن الحال وفي عينيه ألمح نظرات الخبث وابتسامة صفراء تغزو محياه، لم أنتبه لنفسي إلا وقد أخرجت لساني في وجه (عبدالله)، ضحك ولم يعلق على الأمر، أما أنا فقد إنتابني شعور آخر، وأستمرت هذه العادة معي أفعلها عند خروجي من مكتب المدير العام وعندما تقع عيناي في عيني (عبدالله)..

مرت الأيام وأنا الآن أجلس في مكتب مدير مكتب المدير العام، يخرج من مكتب المدير العام (خالد) أشد الزملاء إلتزاماً في الدين لدرجة أن المدير العام إذا أراد أن يكشف كذب أحدهم يسأله، ويقوم (خالد) بإخراج لسانه في وجه (عبدالله)، لم يتمالك (عبدالله) نفسه من الضحك وأنا أيضاً كذلك، ولكن ليس من الضحك بل مستغرباً ذلك، يلتفت (عبدالله) إلي ويقول “حرام عليك جميعهم أصبحوا يفعلون الحركة ذاتها”، شعرت بعدها أنني زرعت عادة سيئة فعلاً، ولكن إلى هذا اليوم لم أستطع تغييرها..
(عبدالله) يسكن في الحي المجاور لمقر سكني.. في أحد الأيام وعند خروجي من العمل شاهدته من بعيد يتجه صوب سيارته ما إن هم بالخروج من موقفه حتى تجاوزته وخففت السرعة قليلاً إلى أن أغلقت بوابة الخروج في وجهه، ابتسم رأيته من خلال مرآة السيارة وشكله يقول “يا ثقالة الدم” لم يستطع أن يفعل شيئاً سوى الإنتظار، وأنا بدأت أتحرك على مهل إلى أن رأيت سيارة أخرى قادمة حينها أفسحت الطريق، تجاوزني بسرعة ولسان حاله يقول “الحمدلله افتكينا من الغثيث”..
تبعته من بعيد إلى أن قربنا من الحي الذي أسكن فيه وكان الطريق غير مزدحم حينها مارست أنواع ثقالة الدم معه، وبنفس الطريق أقفلت الشارع في طريقه وسرعة المركبة بين العشرين والأربعين، أشار إلى من بعيد لن أدعها لك، سنحت له الفرصة تجاوزني ومن عند الإشارة ذهب من طريق آخر لمنزله لكي لا يقابل فيه غثيثاً مثلي..
في صباح اليوم التالي عندما رأيته توعدني بالإنتقام ولكنه تراجع عندما قلت له “أنت صاحب قلب طيب لن تفعلها”، ولكن المدير العام أحرج (عبدالله) وأنا السبب وبغير قصد مني هذه المرة، بعدها أصبح (عبدالله) يتقي شري كما يقول..
الغرض من سردي لهذا الموضوع أنه أحياناً نفعل ما لا يليق بغرض المزح.. إلا أنه يتحول إلى عادة سيئة تلازمنا، وربما يفعلها غيرنا ونحن نحمل أوزار من يعملها من بعدنا..
هذا ما رويته لكم.. فأسمعوني ما لديكم..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

8 تعليقات

  1. صباح الخير اخوي محمد ….
    ما كنت اتوقع منك هذي الحركات تطلع لسانك على مروسك في العمل والله كبيرها … أنا مرهـ مزحت مع نوره بتقول من هي نوره هذي الكل في الكل بعد المديرهـ في الدوام ويالتني ما مزحت والله صلحت قصة وقصيدهـ حتى تعبت وانا اقولها مزحهـ وهي تقول إلا أنتي قصدكِ شيء ثاني ومانتهى الموضوع لين لعبت عليها وقالت انتِ اهم واحدهـ وانتِ بدونك المدرسة ولا شيء وكبر راسها بس الحمدلله ما قالت للمديرهـ وكبرت الموضوع وإلا صار فيها قبائل …
    بس والله حرام عليك اللي صلحته بعبدالله اتق الله ياشيخ … بعض الأحيان الواحد يروح للدوام ماله مزاج ولا خلق ….
    تقبل تعليقِ بكل سعة صدر …..

  2. فعلاً يامحمد المجتمع النسائي يدقق في كل شيء (مجتمع متكلف ورسمي) اما مجتمع الرجال فعلى طبيعتكم ما فيها كلام …..

  3. المزح قد يولد الكره حيث أنني دائماً ما أتحدى المدير عند الانصراف أن يطبق النظام يعني يأخر الانصراف إذا كان رجال أو أن يتقي الله أو أني أطلب منه رغماً عن أنفه أن يخرج الدفتر للتوقيع 🙂

    الذي لاحظته هو غضب صغار العقول الذين تهمهم الخروج من العمل بدون هدف أو شيء مهم فقط الخروج وبس مما يجعلني أزيد أصرار لتحريض المدير على التعنت

  4. كني بديت اندمج معك مدوناتك يامحمد
    بعدين لازم شوي مزح وتحرش
    مافيها شي، اجل وشلون صداقة وزماله

    مع ان وزنك ثقيل ببس بصراحه مزحك دائم خفيف ، خاصة يوم تزعججني بالبوري عن المدرسة وانا ماعرفتك بغيت احول عليك
    ههههههههههه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.