السعودية.. صوتها “وجعلناكم أمة وسطا”


صوت العقل غلب عليه صوت القوة، وصوت الفكر المعتدل أصبح هو المحارب في كل مكان، فليست من حريتك إن كنتي مسلمة أن تلتزمي بالنقاب في دول معينة، وليس من حريتك كمسلمة أن تتحجبي فقط في دول معينة، فإما أن أكون متطرفاً ومغالياً في الدين، أو أن أكون منفتحاً بلا هوية ولا رأي، أنفذ ما يريده الآخرون فقط.

من سنوات خلت، والارهاب يضرب مفاصل العالم، بدون وجود رادع أو حامي غير الله سبحانه وتعالى، وبدون أن نجد له علاجاً، وخلال الاسبوع المنصرم ضربت يد الارهاب أكثر من مكان عالمياً، فحادث دهس في الغرب، وتفجير في مانشستر، وقتل أطفال أبرياء في مصر، بدون أن يكون لهم يد في النزاع الدائر حولهم، لا يعرفون إلا حقيقة واحدة أنهم قتلوا لأنهم يفرحون أو يؤدون شعائر دينهم.

وفي المقابل لا يعرف الارهابي لماذا هو يفعل ذلك؟، ولماذا يقتل؟، فقد باع عقله وفكره لجماعة متطرفة لا تعرف معنى الانسانية، حتى احكمت السيطرة عليه وغررت به ليقتل أمه وأباه، وليتنكر لمجتمعه، وليلغي هويته.

الارهاب هو ناتج لفكر معين، وايدلوجية معينة، وهو حصيلة لمجموعة من التناقضات التي لم يتحملها أصحابها وأثرت عليهم حتى ظهرت النتائج على شكل أفعال اجرامية لا تمس للعقل بصلة، لذا قبل أن نحارب الارهاب لابد من محاربة مسبباته، ومحاولة رصدها في بدايتها ومن ثم معالجتها وتغييرها، وحصر مداها في نطاق ضيق لا يتجاوز اصحابها، حتى لا يتمكنون من التغرير بصغار السن، أو بأصحاب الأهواء.

ومن هذا المنطلق بدأت السعودية في رصد ومتابعة ومحاربة الفكر المتطرف الذي يعتبر المسبب الأول للإرهاب، من خلال انشاء مركز اعتدال لمحاربة الفكر المتطرف، واشعار صانعي الموت والخوف أن العالم في يد أمينة، وقادر على شل حركتهم في كل مكان، بل وتأمين مستقبل الاجيال القادمة.

حكاية التأسيس التي لم تتجاوز 30 يوماً، تبرز عزيمة واصرار لمحاربة الارهاب قبل أن يتحول إلى صوره الأخيرة، بل ورصد أي مجال للفكر المتطرف، ولم يأتي التأسيس برؤية فردية، بل جعل المركز يؤسس ويدعم من أكثر من دولة لتثبيت ركائزه، وضمان مشاركة عالمية في محاربة الفكر المتطرف.

ومع توسع دائرة التواصل الإلكترونية، أصبح العالم صغيراً جداً، وأضحت شبكات التواصل الاجتماعي هي المؤثر الأول في عقليات الشعوب، حتى أصبحت هي من تحرك الحملات الانتخابية وتعزز تواجد رئيس معين، أو تلغي وجوده، ورصد أنشطة الفكر المتطرف في الشبكات الاجتماعية أحد ركائز “اعتدال”، حيث طور المركز برمجيات مبتكرة كلياً قادرة على رصد أي فكر متطرف في الشبكات الاجتماعية في غضون 6 ثواني.

السعودية تحاول جاهدة أن تحارب وتغير ما فعله الفكر المتطرف في العالم، وتقول للعالم أننا أمة وسط مثل ما نرفض مظاهر العري والانحلال، نحارب الفكر المتطرف ونرفض الارهاب، ولكن الارهاب لا دين له ولا هوية ولا وطن، فتعاون العالم أجمع في محاربة مسبباته سيؤدي إلى أن نعيش بأمان، وبدون منغصات.

السعودية قدمت خطوتها الأولى وأسست مركز اعتدال لمحاربة الفكر المتطرف، وعلى العالم أجمع أن يسير معها لتعزيز هذا الأمر، ووأد الارهاب من منابعه.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.