ليلة سقوط البرازيل


بالأمس شهدنا جميعاً كيف بدت البرازيل واهنة وضعيفة، كيف بدأ منتخب رولاندو وزيكو وبيله في أسوأ حالاته، وكأن النحس السعودي حل عليه حتى يهزم بنتيجة ثقيلة أسوة بهزائم السعودية، غاب نيمار فغابت الحلول ولم يبقى من البرازيل إلا اسمها وذكريات الكبار.

الاعتماد على النجم الأوحد هو غالباً ما يؤدي للهلاك، فمنتخبات البرازيل السابقة كانت تجمع لنا خيرة نجوم العالم من المحترفين البرازيليين في أوروبا، بل في أقوى دوريات العالم (الأسباني، الإنجليزي، الإيطالي)، بينما هذا المنتخب يجمع نجوم موزعين بين أندية العالم، نجوم لا تستطيع أن ترى فيهم قوة البرازيل التي صنعوا فيها المعجزات الكروية، نجوم أشبه بخيالات تتحرك ولا ترعب.

غاب نيمار فغابت البرازيل، وكأن البرازيل إنتقلت لهم عدوى الاعتماد على النجم الأوحد كما بلدي، ولا كأن فريق فيه 12 لاعباً يصنعون الفن الجميل، غابت البرازيل فغابت المتعة وكأنك تشاهد مباراة حواري لا توجد فيها أي متعة أو إثارة، مباراة يلعب بها أطفال صغار أمام عمالقة.

غامبت البرازيل فغابت متعة كأس العالم، وكأنك لا تشاهد مباراة في نهائيات كأس العالم، كنا نتوق شوقاً لمشاهدة نهائيات ممتعة وقوية، وللأسف كانت مباراة تمرين لألمانيا، ولم تكن المباراة التي تؤهل للنهائي، غاب البرازيل فغابت كل أنواع الفن وكل طرق المتعة.

غابت البرازيل فغابت الكره وذكرتنا بمرارة كأس العالم في اليابان والذي أكلنا فيه من الألمان ثمان أهداف ونحن مبتسمون، ذكرنا “فريد” وهو يسنتر ست مرات ما كان في 2002 في اليابان عندما سنتر سامي ثمان مرات، والأمر المشرق في هزيمة البرازيل أننا تغلبنا على جراحنا السعودية، وخلقنا النكتة على أنفسنا قبل البرازيل.

غابت البرازيل وذكرت العالم أجمع بأن السعودية إنهزمت من ألمانيا بالثمانية، غابت البرازيل فغاب كأس العام، وحضر سكولاري يجر أذيال الخيبة على ما فعله بأعظم منتخب في العالم.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.