عندما تتخطى الثلاثين يتغير التفكير بشكل كبير، تكون الرغبة عارمة في البحث عن الأمور التي تحقق لك الاستقرار بشكل أكبر، تبتعد عن المجازفة، ولكن ما الذي فعلته قبل الثلاثين لكي ترتاح عندما تبلغها.
في إحدى المقولات الأمريكية تتضح الفلسفة الحقيقية في عمر الثلاثين، فهي تعتبر هذا العمر علامة فارقة، فقبله كل الأمور سهلة ومقدور عليها، أما بعده يزداد التعقيد بشكل أكبر.
نص المقولة هو “أعمل حتى إذا بلغت الثلاثين لا تحتاج لكتابة سيرة ذاتية”، وهذه الفلسفة الجميلة تفصل بين عمر العمل والعطاء، وعمر جني ثمار الإنجاز، فالعمل لا يبدأ منذ أن تترك مقاعد الدراسة الجامعية وإنما أبكر من ذلك بكثير، العمل يبدأ من المرحلة الثانوية على أن يكون فيما تحب.
تفسير المقولة أنه ينبغي عليك العمل بجد واجتهاد وتفاني لكي يعرفك كل العالم، حتى إذا بلغت الثلاثين لا تحتاج لكتابة سيرة ذاتية لكي تبحث عن عمل، بل العمل يأتي إليك، وتصبح من الذين يشار لهم بالبنان، غير مبالي رب العمل بشهادتك ولا سيرتك، جل ما يهمه هو اسمك وعملك، فسمعتك الطيبة تسبقك في كل مكان.
وإذا افترضنا أن المرحلة الثانوية مرحلة طيش وتهور وربما لا نعي فيها ما نفعل، فمن المهم أن لا نبدأ المرحلة الجامعية إلا وقد بدأنا أولى خطوات العمل، لأنه بالعمل تتوسع المدارك وترتبط بالحياة ارتباطاً وثيقاً، وتنجز في أيام الشباب الأولى أكثر من ما تنجز في أواخر الشباب.
الشهادة مهمة وأنا لا أشجع على ترك مقاعد الدراسة، بالعكس وجود الشهادة هو ما يساعدك على أخذ حقوقك كاملة بدون انتقاص منها، ولكن لا تتوظف بالشهادة إلا في أول السلم، وتحتاج سنوات لكي تكسب الخبرة التي تضعك في مراتب أعلى، بينما لو بدأت العمل مع بداية الدراسة الجامعية أو قبلها حتى وإن كان في غير تخصصك الجامعي، ستجمع بين الخبرة والشهادة، وهذا ينعكس على الدخل، فوجود الشهادة والخبرة تعني أن الدخل يكون أعلى.
خلاصة القول أنه لابد من التفاني في العمل قبل سن الثلاثون، حتى نرتاج عندما نصل إلى هذا العمر ويكون الدخل حينها عالياً، وبعدها تصبح باحثاً عن الاستقرار العائلي، وتوفير الحياة الأفضل للأبناء والتخطيط لهم.
مقال جميل ، واهم مافي هذا عدم جرح الاخرين وجرح مشاعرهم فا الانسان لم يبقي لها غير الاعمال الصالحه في نهايه.