قبيلة هديل الإلكترونية


أثناء تواجدي في حفل توزيع جوائز “جائزة هديل العالمية للإعلام الجديد” تذكرت تعليق “لهديل الحضيف” يرحمها الله على تدوينة “القبيلة الإلكترونية هل تفسد العلاقات الاجتماعية؟..“، وفيه قالت “لذا؛ فقبيلتي الالكترونية أحب إلي، على الأقل، أجد ما أتقاسمه معهم من أفكار ورؤى”، هذا الحديث البليغ جعلني أتأمل في المتواجدين في الحفل، فهؤلاء هم “قبيلة هديل الإلكترونية” التي أحبتهم وأحبوها، وذكروها بعد رحيلها.. فرحمها الله..

خلال السنوات الأخيرة تغيرت أدوات اللعبة، حتى بات القوى هو من يمتلك هذه الأدوات، ويجيد تحريك الرأي العام من خلال الإنترنت، وجائزة هديل وإن كان هناك ملاحظات عليها، إلا أنها تبقى فكرة خلابة ورائعة لتطوير محتوى الوسائل الإعلامية الجديدة من خلال الإنترنت، هكذا أراها، وهكذا أؤمن بها، حتى وإن لم أشارك بها، ولا أريد أن تحصر الجائزة في بوتقة ضيقة، وفي مجالين أو ثلاثة.

لا أريد أن أسهب في الحديث كثيراً حول الجائزة فالمسئولين عنها هم أعلم بأنسب الطرق لتفادي الأخطاء وتطوير الجائزة، وإنما أريد أن أتحدث عن “قبيلة هديل الإلكترونية” التي لا تجمعهم روابط دم أو نسب، وإنما يجمعها مجتمع افتراضي تشاركوا في بنائه، لا يوجد في هذا المجتمع ومن خلال دولته الافتراضي تفرقة جنسية أو عرقية أو حتى تفرقة جنس، رابطهم الوحيد هو هذا العالم وهذا الفكر، والأخوة في طلب الحرية فقط لا غير.

هذه “قبيلة هديل الإلكترونية” أتمنى أن تكون مثالية في تعاملها مع أفرادها، وأن لا تنصب لهم مشانق اختلاف الرأي، فكما كفلت الإنترنت للجميع حرية الطرح، أتمنى أن لا يقع أفراد هذه القبيلة في وحل عدم تقبل الرأي الآخر.

ملاحظ في هذه القبيلة طغيان الشللية منذ بدايتها، ولا أتمنى أن يستمر ذلك، بل أود أن تتخلص هذه القبيلة من أرثها السابق في المنتديات، وبرامج الدردشة، وتشكل مجتمع يجنح نحو المثالية، حتى وإلم يصل إلى “مدينة أفلاطون الفاضلة”، ولا نريده أن يصل إليها، حتى لا يرتبط مسمى القبيلة بالسذاجة..

هذه هي “قبيلة هديل الإلكترونية” أفرادها متعاونون، يجنحون للسلم، ويعتصمون بحرية الرأي، ويحلمون بالمساواة في كل طيوف الحياة..

همسة
أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي نرى فيه أفراد هذه القبيلة يتبرؤون من أحدهم أمام الملأ، لمجرد أن رأيه مختلف عنهم، كما تفعل أحيانا القبائل التقليدية.

5 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. الله يرحم هديل ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته

    * أنا بصراحة ما أعرف هديل لكن عرفتها من كلامك السابق عنها

    * اتمنى مثلك ان لاتكون القبيلة الالكترونية في يوم من الأيام مثل القبيلة التقليدية

    * بصراحة نحن مجتمع مسلم لكن يطغى علينا الفكر القبلي الذي لا ينظر الى عقول الأشخاص ولكن ينظر الى الوانهم واجناسهم واشكالهم . حتى المثقفين والدارسين منا يقفوا أحيانا صامتين !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.