السرقة من الإنترنت والكوميديا الخليجية..


في نهاية الحلقة الثالثة من طاش 17 ردد الثنائي ناصر وعبدالله بعض أسماء القرى اللبنانية مقارنيها بأسماء القرى السعودية، وللأسف لم تكن هذه المقارنة من كتابتهم أو من كتابة السيناريست للحلقة، هذه المقارنة منذ سنوات وهي تتنقل عبر البريد الإلكتروني في الإنترنت، ولم تكن جديدة إطلاقاً..

وأيضاً حدثني زميلي مشعل والذي يتابع مسلسل زوارة خميس أنه في إحدى الحلقات كانت هناك قصتين من الإنترنت محبوكة درامياً في حلقة واحدة، ومنذ فترة وأنا ألمح أن بعض رسامي الكاريكاتير السعودي بدوا بتحويل إنتاج الإنترنت أو البلاك بيري إلى أفكار من صنع أيديهم، بدون أن ينسبوا الحقوق لأصحابها..

الإنترنت أصبحت تمثل الوحي لصناع الدراما الخليجية، فهي مصنع خصب للحصول على مادة دسمة وناجحة، يثرون بها حلقات مسلسلاتهم بدون أن يدفعوا ثمن هذه الحقوق، وبدون أن يحترموا كاتبها، وكأنهم يردون الضربة لـ “منقول” والذي أرق الكثيرين بإعادة نشره للإنتاج الفكري بدون أن يراعي أي حق لهم..

لو تبادر لذهن من جمع أسماء القرى اللبنانية والسعودية أنه في يوم من الأيام سيستفيد منها غيره مالياً ويقدمها لمسلسل تلفزيوني هل كان سيعرض فكرته على الإنترنت في الأساس؟، وهل سيقوم بإرسال البريد الإلكتروني بدون أن يكتب أنه من إنتاجه الخاص؟، ومن الممكن أنه كتب عليها أنها من إنتاجه الفكري ولكن أحد الذين وصلهم البريد الإلكتروني قام بحذف المصدر وإعادة توجيهه، وربما كانت المقارنة مسروقة من كاتب يومي أو قصة حقيقية، ولكن مع كثرة التحويل لم نعد نعرف من هو صاحب الفكرة، هذه هي الحكاية تناقلتها الوسائل التقنية فلم يعد معروفاً لمن هي الحكاية؟..

هنا في مدونتي عانيت الأمرين من هذا الموضوع فبمجرد أن أكتب تدوينة مميزة حتى تتناقلها المنتديات والمواقع الإلكترونية وكلاً ينسبها لنفسه مع أني وضعت رابط خاص بسياسة الخصوصية للمدونة وطريقة الاقتباس منها، كنت في البداية أراسلهم كي يعدلوا فعلتهم ويتوبوا إلى بارئهم، إلا أنني مللت من ذلك، ومللت من أن يكون لك حق سلب منك وتطالب به ومن ثم يكون مصيرك التجاهل أو الإهانة..

لا أستغرب أن يحول إنتاج الإنترنت إلى تلفزيوني أو صحافي بدون إثبات لحقوق الملكية الفكرية، فنحن من مجتمع لا يحترم هذه الحقوق أبداً، لأنه وببساطة هناك من يقوم بتحويل الإنتاج المطبوع من كتب ومجلات إلى نسخ إلكترونية ليتم تناقلها مجاناً في الإنترنت، ربما ثبتنا الحق الأدبي في هذا ولكن لم نثبت الحق المادي للكاتب، فعلاً لم نأخذ من الإسلام إلا أسمه بينما الأخلاق بريئة منا!..

هذا ما أحببت أن أحكيه لكم… فماذا لديكم لتحكوه لي؟..

3 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.